كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

وقال السدي: (حزنًا) (¬1). وقال سفيان: (غضبًا) (¬2).
وجمع ابن عباس بينهما فقال: (يريد: غضبًا وحزنًا) (¬3). وقال الزجاج: (والأسف: المبالغة في الحزن والغصب) (¬4). وذكرنا الكلام في هذا عند قوله: (غضبان أسفًا) في سورة الأعراف. وانتصابه يجوز أن يكون على المصدر، ودل ما قبله من الكلام على أنه تأسف، ويجوز أن يكون مفعولاً له أي: للأسف، كقولهم: جئتك ابتغاء الخير (¬5).
وقال الزجاج: ({أَسَفًا} منصوب؛ لأنه مصدر في موضع الحال) (¬6). وفي هذه الآية إشارة إلى نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن كثرة الحرص على إيمان قومه حتى يؤدي ذلك إلى هلاك نفسه بالأسف، والفاء في قوله: {فَلَعَلَّكَ} جواب الشرط، وهو قوله: {إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا} قدّم عليه، ومعناه التأخير.

7 - قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا} قال مجاهد: (ما عليها من شيء من البحار، والجبال، والأشجار، والنبات) (¬7). والمعنى:
¬__________
(¬1) "جامع البيان" 15/ 195، و"المحرر الوجيز" 9/ 233 عن قتادة، و"زاد المسير" 5/ 105 عن ابن عباس وابن قتيبة، و"تفسير القرآن العظيم" عن قتادة 3/ 81.
(¬2) "معالم التنزيل" 5/ 144، و"الدر المنثور" 4/ 382، وعزاه لابن أبي حاتم، و"فتح القدير" 3/ 385 بدون نسبة.
(¬3) ذكرته كتب التفسير بدون نسبة انظر: "الكشف والبيان" 3/ 385 ب، و"المحرر الوجيز"، 9/ 233، و"معالم التنزيل" 5/ 144، و"زاد المسير" 5/ 105، و"الكشاف" 2/ 473، و"تفسير القرآن العظيم" 3/ 81.
(¬4) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 269.
(¬5) انظر: "الكشاف" 3/ 380، و"البحر المحيط" 6/ 98، و"الدر المصون" 7/ 443، و"إعراب القرآن" للنحاس 2/ 266، و"إملاء ما من به الرحمن" 1/ 394.
(¬6) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 268.
(¬7) "جامع البيان" 15/ 195، و"زاد المسير" 5/ 105 - 106، و"الدر المنثور" =

الصفحة 528