12 - قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ} قال ابن عباس: (يريد من بعد نومهم) (¬2)، يعني: أيقظناهم بعد نومهم، وقوله تعالى: {لِنَعْلَمَ} المفسرون يقولون في هذا: (لنرى) (¬3).
وقد تكلمنا في مثل هذا عند قوله: {إِلَّا لِنَعْلَمَ} [البقرة: 143] في سورة البقرة، وقوله: {وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ} [آل عمران: 142] في سورة آل عمران.
وقوله تعالى: {أَيُّ الْحِزْبَيْنِ} الآية، {أَيُّ} رفع بأحصى على الابتداء والخبر، ولم يوقع العلم على شيء منهما في الظاهر، وهو في الباطن واقع على ما يتضمنان من القصة، كما تقول: اذهب فاعلم أيهم قام (¬4). قال الله تعالى: {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ} [القلم: 40]. و {أَيُّ} من حروف الاستفهام فلا يعمل فيه ما قبله، سوى ما يجر، وذكرنا هذا.
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 271.
(¬2) ذكرته كتب التفسير بلا نسبة. انظر: "معالم التنزيل" 5/ 155، و"الجامع لأحكام القرآن" 10/ 264، و"البحر المحيط" 6/ 103.
(¬3) "معالم التنزيل" 5/ 155 بمعناه، و"زاد المسير" 5/ 114، و"الجامع لأحكام القرآن" 10/ 364 وعلمه سبحانه وتعالى كامل محيط بكل شيء جملة وتفصيلاً، فالله يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن أن لو كان كيف يكون، والعلم صفة من صفاته سبحانه نثبتها له من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل.
قال الشنقيطي في "أضواء البيان" 4/ 24: (لنعلم أي الحزبين)، أي: لنعلم ذلك علمًا يظهر الحقيقة للناس، فلا ينافي أنه كان عالمًا به قبل ذلك دون خلقه. وانظر: "شرح العقيدة الطحاوية" 1/ 132، و"العقيدة الواسطية".
(¬4) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 3/ 271، و"معاني القرآن" للفراء 2/ 135 و"إعراب القرآن" للنحاس 2/ 267، و"مشكل إعراب القرآن" 2/ 437.