كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

ويأتيكم من الله اليسر والرفق واللطف) (¬1).
وقال الكلبي: (يعني غداء يأكلونه) (¬2). ويقال: (مخرجا) (¬3). وكل ما ارتفقت به فهو مِرْفَق، ويقال فيه أيضًا: مَرْفَق، ويقال فيه أيضًا: مَرْفِق بفتح الميم وكسر الفاء، كقراءة أهل المدينة (¬4)، وهما لغتان في مِرْفَق اليد، والأمر، والمتكأ، قال أبو عبيدة: (المَرْفَق: ما ارتفقت به، وبعضهم يقول: المَرْفِق، فأما ما في اليدين فهو مِرْفَق) (¬5).
وقال الأخفش: ({مِرْفَقًا} أي: شيئًا يَرْتَفقُون به، مثل المِقْطَعِ) (¬6).
ومن قرأ: مَرْفِقًا، جعله اسما مثل المسجد، ويكون لغة. قال أبو علي: (قوله: جعله اسما، أي: جعل المِرْفَقَ اسمًا ولم يجعله اسم المكان ولا المصدر من رَفَقَ يَرْفُقُ، كما أن المسجد ليس باسم الموضع من سَجَدَ يَسْجُدُ، وقوله: أو يكون لغة أي: لغة في اسم المصدر، كما جاء المَطْلِعُ ونحوه، ولو كان على القياس لفتحت اللام) (¬7).
¬__________
(¬1) "زاد المسير" 5/ 116، و"البحر المحيط" 6/ 107.
(¬2) لم أقف عيه.
(¬3) "جامع البيان" 15/ 209، و"بحر العلوم" 2/ 293.
(¬4) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائي: (مِرْفَقًا) بكسر الميم وفتح الفاء. وقرأ نافع، وابن عامر، والكسائي عن أبي بكر عن عاصم: (مَرْفِقَا) بفتح الميم وكسر الفاء. انظر: "الحجة للقراء السبعة" 5/ 130، و"السبعة" ص 388، و"الغاية" ص 305، و"التبصرة" ص 248، و"الكشف عن وجوه القراءات" 2/ 56، و"النشر في القراءات العشر" 2/ 310.
(¬5) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 1/ 395
(¬6) "معاني القرآن" للأخفش 2/ 617.
(¬7) "الحجة للقراء السبعة" 5/ 131.

الصفحة 549