كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

وقال مجاهد: (الفجوة: المكان الذاهب) (¬1). يعني: الذاهب في السعة والعرض. قال ابن عباس في قوله: "وهم في فجوة" (يريد في سعة) (¬2)، {ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ}، أي: ذلك التزاور والقرض من دلائل قدرة الله ولطفه بأصحاب الكهف. {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَد} أشار إلى أن الله تعالى هو الذي تولى هداية أصحاب الكهف] (¬3)، ولولا ذلك لم يهتدوا، فالمهتدي من هداه الله كهؤلاء، {وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا}، كدقيانوس الكافر وأصحابه.

18 - قوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ} معنى هذا الخطاب على ما ذكرنا في قوله: {وَتَرَى الشَّمْسَ}، أي: لو رأيتهم لحسبتهم أيقاظًا، هو جمع: أيقاظ، ويقظ، ويقظان، قا له الأخفمش، وأبو عبيدة، والزجاج (¬4). وأنشدوا لرؤبة (¬5):
¬__________
= ومسلم في "صحيحه" كتاب الحج، باب الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة 2/ 936، وأبو داود في "سننه" كتاب الحج، باب الدفعة من عرفة 2/ 472، والنسائي في "سننه" كتاب الحج، باب كيف يسير من عرفة 5/ 183، ومالك في "الموطأ" كتاب الحج، باب السير إلى عرفة 1/ 392.
(¬1) "جامع البيان" 15/ 145، و"تفسير مجاهد" 446.
(¬2) ذكرته كتب التفسير بلا نسبة. انظر: "جامع البيان" 15/ 212 - 213 بمعناه، و"الكشف والبيان" 3/ 388 ب، و"معالم التنزيل" 5/ 157، و"المحرر الوجيز" 9/ 295.
(¬3) ما بين المعقوفين ساقط من نسخة (س).
(¬4) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 274، و "معاني القرآن" للأخفش 1/ 617، و"مجاز القرآن" لأبي عبيدة 1/ 396.
(¬5) هذا صدر بيت لرؤبة، وعجزه:
وسيف غيَّاظٍ لهم غِيَاظا
انظر: "ديوانه" ص 81، "مجاز القرآن" 1/ 397، و"معاني القرآن"، للزجاج 3/ 274، و"جامع البيان" 15/ 213.

الصفحة 556