كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

{قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ} قال ابن عباس: (يريد كم لنا منذ دخلنا الكهف) (¬1).
{قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} قال المفسرون: (إنهم دخلوا الكهف غدوة، وبعثهم الله في آخر النهار، لذلك قالوا: {يَوْمًا} فلما رأوا الشمس قالوا: {أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}، وكان قد بقيت من النهار بقية) (¬2).
{قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ} قال ابن عباس: (يرد تمليخا رئيسهم رد علم ذلك إلى الله) (¬3)، {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ}، الورق: اسم للدراهم.
وقال أبو عبيدة: (الفضة كانت مضروبة دراهم أو لا) (¬4)؛ يدل على هذا ما روي: (أن عرفجة (¬5) اتخذ أنفًا من ورق) (¬6). وفيه لغات: وَرِق،
¬__________
= البيان" 6/ 705، وقال الشوكاني في "فتح القدير" 3/ 293: ليقع التساؤل بينهم والاختلاف والتنازع في مدة اللبث لما يترتب على ذلك من انكشاف الحال وظهور القدرة الباهرة، والاقتصار على علة التساؤل لا ينفي غيرها، وإنما أفرده لاستتباعه لسائر الآثار.
(¬1) ذكره "زاد المسير" 5/ 120، و"التفسير الكبير" 11/ 103 بدون نسبة.
(¬2) "النكت والعيون" 3/ 293، و"معالم التنزيل" 5/ 159، و"زاد المسير" 5/ 120، و"الجامع لأحكام القرآن" 10/ 375.
(¬3) "معالم التنزيل" 5/ 159، و"زاد المسير" 5/ 120، و"التفسير الكبير" 11/ 103.
(¬4) ذكره الأزهري في "تهذيب اللغة" (ورق) 4/ 3874.
(¬5) عرفجة بن أسعد بن كريب، وقيل: ابن صفوان التيمي، العطاردي، أحد أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، أصيب أنفه يوم الكلاب بالجاهلية، وكان من أهل البصرة، روى عنه ابنه طرفة، وابن ابنه عبد الِرحمن. انظر: "أسد الغابة" 3/ 518، و"الاستيعاب" 3/ 1062، و"الإصابة" 2/ 467، و"تهذيب التهذيب" 7/ 176.
(¬6) أخرجه أبو داود في "سننه" كتاب: الخاتم، باب: ما جاء في ربط الأسنان =

الصفحة 566