كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

وهو قول سعيد بن جبير (¬1)، واختيار الفراء (¬2). قالوا: لأن عامة بلدهم كانوا مجوسًا، وفيهم قوم يخفون إيمانهم.
وقال مجاهد: (أيها أحل، وكان لهم ملك غشوم يظلم الناس في طعامهم وأسواقهم، فقالوا لصاحبهم: لا تبتع طعامًا فيه ظلم ولا غصبًا) (¬3).
وذكر أبو إسحاق القولين جميعًا وقال: (الآية من باب حذف المضاف؛ لأن المعنى: أي أهلها أزكى طعامًا، أي: أحل، إما من جهة أنه ذبيحة مؤمن، وإما من جهة أنه لا غصب فيه، هذا معنى قوله. قال: و {أَيُّهَا} رفع بالابتداء، و {أَزْكَى} خبره، و {طَعَامًا} منصوب على التمييز) (¬4).
وقوله تعالى: {وَلْيَتَلَطَّفْ} قال ابن عباس: (يريد يكون ذلك في ستر وكتمان) (¬5)، يعني دخول المدينة وشراؤه الطعام، ومعنى {وَلْيَتَلَطَّفْ}: وليدقق النظر وليحتل حتى لا يطلع عليه.
وقوله تعالى: {وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا} قال ابن عباس: (يريد لا يخبرن بكم، ولا بمكانكم أحدًا من أهل المدينة) (¬6).
¬__________
(¬1) "جامع البيان" 15/ 223، و"تفسير القرآن" للصنعاني 4/ 400، و"زاد المسير" 5/ 185.
(¬2) "معاني القرآن" للفراء 2/ 137.
(¬3) "زاد المسير" 5/ 122، و"البحر المحيط" 6/ 11، و"التفسير الكبير" 11/ 103.
(¬4) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 276.
(¬5) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" 5/ 160 بدون نسبة.
(¬6) ذكره "جامع البيان" بدون نسبة 15/ 224، وكذلك "الجامع لأحكام القرآن" 10/ 375، و"التفسير الكبير" 11/ 103.

الصفحة 568