كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

وقال أبو إسحاق: (أي إن ظهر عليه فلا يوقعن إخوانه فيما يقع فيه) (¬1). وهذا خلاف ما ورد في التفسير، فقد ذكر السدي وغيره: (أن الرسول خرج من عندهم وقد أخذ عليه المواثيق، لئن أخذت لتدلن علينا ولا تستأثر بالشهادة) (¬2)؛ وهذا أليق بحالهم مما ذكره أبو إسحاق. والمعنى ما قاله ابن عباس، أنه لا يتولى إعلام أحد، ثم إن عرف واحد دل على أصحابه ليشاركوه في الشهادة.

20 - قوله تعالى: {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ}، أي: يطلعوا ويشرفوا على مكانكم أو على أنفسكم، من قولهم: ظهرت على فلان إذا علوته، وظهرت على السطح إذا صرت فوقه، ومنه قوله: {فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} [الصف: 14]، أي: عالين (¬3) غالبين، وكذلك قوله: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [التوبة: 33]، أي: ليعليه، وقد مر.
وقوله تعالى: {يَرْجُمُوكُمْ} قال ابن عباس: (يقتلوكم) (¬4). والرجم بمعنى القتل قد ورد كثيرًا في التنزيل كقوله: {وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ} [هود: 91] وقوله: {لَأَرْجُمَنَّكَ} [مريم: 46] وقوله: {أَنْ تَرْجُمُونِ} [الدخان: 20]، وأصله: الرمي.
قال أبو إسحاق: (أي يقتلوكم بالرجم، والرجم من أخبث القتل) (¬5).
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 276.
(¬2) ذكر نحوه الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 389 أ.
(¬3) قوله: (عالين) ساقطة من نسخة (س).
(¬4) ذكره "النكت والعيون" بدون نسبة 3/ 295، وكذلك "معالم التنزيل" 5/ 160 بدون نسبة، و"زاد المسير" 5/ 122، و"التفسير الكبير" 11/ 103.
(¬5) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 276.

الصفحة 569