كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

أوحى إليك من القرآن) (¬1).
وقال سفيان: (إلا بما قصصنا عليك في القرآن) (¬2).
وروي عن ابن عباس، وقتادة، والضحاك في قوله: {إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا} (حسبك ما قصصنا عليك من شأنهم) (¬3). وقال ابن زيد: (المراء الظاهر: أن تقول لهم: ليس كما تقولون، ليس كما تعلمون عدتهم) (¬4)؛ يعني إنما يعلمهم القليل. ومعنى المراء في اللغة: الجدال، يقال: مَارَى يُماري، مُمارَاة ومِراء، أي: جادل (¬5).
قال أبو إسحاق: (أي لا تأت في أمرهم بغير ما أوحي إليك، أي: أفت في قصتهم بالظاهر الذي أنزل عليك) (¬6). فعلى ما قالوا المراء الظاهر هو: أن يجادلهم بما أنزل إليه من أنه لا يعلم عددهم إلا القليل، كما قال ابن زيد.
¬__________
(¬1) ذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" بلا نسبة 9/ 275، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" 10/ 384.
(¬2) ذكرت كتب التفسير نحوه بلا نسبة. انظر: "جامع البيان" 15/ 227، و"النكت والعيون" 3/ 238، و"زاد المسير" 5/ 127، و"لباب التأويل" 4/ 207.
(¬3) "جامع البيان" 15/ 227، و"تفسير القرآن" للصنعاني 1/ 337، و"النكت والعيون" 3/ 298، و"زاد المسير" 5/ 127، و"الدر المنثور" 4/ 393.
(¬4) "جامع البيان" 15/ 227، و"زاد المسير" 5/ 127.
(¬5) المِرَاء: المماراة والجدل، وأصله في اللغة: الجدال وأن يستخرج الرجل من مناظرة كلامًا ومعاني الخصومة وغيرها. انظر: "تهذيب اللغة" (مرى) 4/ 3383، و"مقاييس اللغة" (مرى) 5/ 314، و"مختار الصحاح" (مرا) (260)، و"المصباح المنير" (المرئ) ص 217.
(¬6) "معاني القرآن" للزجاج 277/ 3

الصفحة 580