مِائَةٍ} وموضعه نصب، كما أن موضع المبدل منه كذلك وهذا كما تقول: أعطيته ألفا درهما ومائة أثوابا) (¬1). قال الفراء: (ويجوز أن يكون {سِنِينَ} نصبا بالتفسير للعدد، كما قال عنترة (¬2):
فيها اثنتان وأربعون حلوبةً ... سودًا كخافية الغراب الأسحم
[وهي جمع مفسرة كما يفسر الواحد) (¬3).
وقال أبو إسحاق: (وجائز أن يكون {سِنِينَ} من نعت المائة، وهو راجع في المعنى إلى ثلاث، كما قال الشاعر، وأنشد البيت)] (¬4) (¬5). فجعل سودا نعتا للحلوبة، وهي في المعنى نعت لجملة العدد. وهذا القول أحسن من قول الفراء؛ لأنه جعل سودًا تفسيرًا للعدد، وليس كذلك تفسير العدد حلوبة، وسودًا نعت للحلوبة راجع إلى جملة العدد، كذلك قوله: {سِنِينَ} نعت المائة راجع إلى جملة العدد، وعلى هذا يكون {سِنِينَ} في محل الجر، غير أنه يفتح النعت بالسنين؛ لأنها اسم جامد فلا يحسن النعت بها.
¬__________
(¬1) "الحجة للقراء السبعة" 5/ 141.
(¬2) البيت لعنترة. كَخَافِية الغُرَاب: أواخر الريش من الجناح مما يلي الظهر، وسميت بذلك لخفائها.
والأسْحم: الأسود. والشاهد فيه قوله: (سودا) وهو حال من النكرة (حلوبة) في بعض التخريجات، وفيه دليل على مجيء صاحب الحال نكرة واستشهد به أبو حيان على نعت التمييز المفرد بالجمع مراعاة للمعنى. انظر: "ديوانه" ص 13، و"الحيوان" 3/ 425، و"خزانة الأدب" 7/ 390، و"شرح شذور الذهب" ص 311، و"شرح القصائد السبع" لابن الأنباري 305، و"شرح القصائد العشر" 217، و"المقاصد النحوية" 4/ 487.
(¬3) "معاني القرآن" للفراء 2/ 138.
(¬4) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 278.
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل ومثبت في بقية النسخ.