كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

قال الفراء: (مِنَ العرب من يضع السنين في موضع سنة، وهي حينئذٍ (¬1) في موضع خفض لمن أضاف) (¬2).
وقوله تعالى: {وَازْدَادُوا تِسْعًا} قال أبو إسحاق: (لا يكون على معنى تسع ليال، ولا تسع ساعات؛ لأن العدد يعرف تفسيره، فإذا تقدم تفسيره استغنى بما تقدم عن إعادة ذكر التفسير، تقول: عندي مائة درهم وخمسة، فتكون الخمسة قد دل عليها ذكر الدراهم) (¬3).
وقال أبو علي: ({وَازْدَادُوا تِسْعًا} أي: ازدادوا لُبث تسع، فحذف المصدر وأقيم المضاف إليه مقامه، وانتصاب تسع انتصاب المفعول به لا انتصاب الظرف، كما أن المضاف لو ظهر وأضيف إلى التسع كان كذلك) (¬4).

26 - قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} ذكرنا تفسيره في الآية المتقدمة.
وقوله تعالى: {لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ذكرنا تفسيره في آخر سورة هود (¬5).
{أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} قال الأخفش: (أي ما أبصره وأسمعه! كما تقول: أكرم به! أي ما أكرمه! قال: ويدلك على ذلك أن العرب تقول: يا
¬__________
(¬1) في (ص): (مسد)، وهو تصحيف.
(¬2) "معاني القرآن" للفراء 2/ 138.
(¬3) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 279.
(¬4) "الحجة للقراء السبعة" 1/ 323.
(¬5) عند قوله سبحانه في سورة هود الآية رقم (123): {ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون}.

الصفحة 593