كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

وقال الكلبي: (لا مغير للقرآن) (¬1).
وقوله تعالى: {وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا} قال مجاهد: (ملجأ) (¬2) وقال الفراء: (الملتحد: الملجأ) (¬3). وقال أبو عبيدة: (معدلا) (¬4).
وقال الزجاج: (أي لن تجد معدلا عن أمره ونهيه) (¬5). وأصل هذا الحرف: من الميل، ومن قال: ملجأ، فهو يؤول إلى هذا المعنى أيضًا؛ لأنك إذا لجأت إلى شيء فليس يكون إلا بالميل منك إليه، وذكرنا هذا الحرف عند قوله: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ} [النحل: 103].
وقال ابن زيد في هذه الآية: (لا تجدون من دونه ملجأ ولا أحدا يمنعكم) (¬6).

28 - قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} مفسرا بما فيه من النزول، واختلاف القراءة في سورة الأنعام (¬7).
¬__________
= 115: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
(¬1) "الكشف والبيان" 3/ 389/ ب، و"معالم التنزيل" 3/ 158.
(¬2) "جامع البيان" 15/ 233، و"معالم التنزيل" 5/ 166، و"النكت والعيون" 3/ 301، و"تفسير القرآن العظيم" 3/ 90.
(¬3) "معاني القرآن" للفراء 2/ 398.
(¬4) "مجاز القرآن" 1/ 398.
(¬5) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 280.
(¬6) "جامع البيان" 15/ 154.
(¬7) عند قوله سبحانه في سورة الأنعام: 52: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ}.

الصفحة 598