{بِئْسَ الشَّرَابُ} هذا الماء الذي وصفنا. {وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} أي: ساءت النار مرتفقا، وهو نصب على التمييز (¬1). ومعنى المرتفق في اللغة: ما يرتفق به (¬2).
قال ابن عباس: (يريد وبئس ما ارتفقوا به) (¬3). واختلفت العبارات عن المفسرين في هذا، فقال مجاهد: (مجتمعا) (¬4).
وقال عطاء: (مقرًّا) (¬5). وقال الزجاج: (منزلا) (¬6).
وقال ابن قتيبة: (مجلسا) (¬7). ومعنى هذه الألفاظ واحد، وهي كلها ترجع إلى أصل واحد، فيجوز أن ترجع إلى ما ذكرنا، وذلك أن المنزل والدار مما يرتفق به، ويجوز أن يكون أصلها من الارتفاق وهو الاتكاء على المرفق، ومنه قول الهذلي (¬8):
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 282.
(¬2) انظر: "القاموس المحيط" (الرفق) ص 887، و"الصحاح" (رفق) 4/ 1482، و"لسان العرب" (رفق) 3/ 1696.
(¬3) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "جامع البيان" 15/ 241، و"بحر العلوم" 2/ 298، و"زاد المسير" 5/ 136، و"تفسير القرآن العظيم" 3/ 92.
(¬4) "جامع البيان" 15/ 158، و"معالم التنزيل" 5/ 168، و"المحرر الوجيز" 9/ 299، و"النكت والعيون" 3/ 303.
(¬5) "معالم التنزيل" 5/ 168، و"الجامع لأحكام القرآن" 10/ 395، و"البحر المحيط" 6/ 121، و"روح المعاني" 15/ 269.
(¬6) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 282.
(¬7) "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة 1/ 267.
(¬8) هذا صدر بيت لأبي ذؤيب الهذلي، ورد برواية:
نام الخلي وبت مشتجرا ... كأن عيني فيها الصاب مذبوح
الخليُّ: الذي ليس به هم. والصَّابُ. شجر بتهامة إذا قطع منه عود خرج منه لبن =