كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

تفسير سورة النحل
بسم الله الرحمن الرحيم

1 - {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ} قال ابن عباس: يريد أتى عذابُ الله (¬1)، وقال الحسن وابن جريج: أي عقابُه لمن أقام على الإشراك به والتكذيب لرسوله (¬2)، وهذا القول في معنى {أَمْرُ اللَّهِ} هاهنا هو اختيار الزجاج؛ قال: {أَمْرُ اللَّهِ}: ما وعدهم الله من المجازاة على كفرهم من أصناف العذاب، واحتج بقوله: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ} [هود: 40]، أي: جاء ما وعدناهم به، وبقوله: {أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا} (¬3) [يونس: 24]. وفسّر آخرون هذا العذاب؛ فقال: هو الأمر بالسيف، وقالوا: هذا جواب النضر بن الحارث حين قال: {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً} الآية [الأنفال: 32]، فأنزل الله: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} (¬4)، أي: لا تطلبوه قبل حينه، وهذا كما تقول لمن يطلب أمرًا يستعجل فيه، أتاك الأمر فلا تستعجل.
¬__________
(¬1) ورد في "تفسير السمرقندي" 7/ 227، بنصه، والثعلبي 2/ 153 ب، بمعناه، وانظر: "تفسير ابن عطية" 8/ 365، "تنوير المقباس" ص 282.
(¬2) أخرجه الطبري 14/ 75 بمعناه عن ابن جريج، وورد في "تفسير الطوسي" 6/ 358، عنهما، و"تفسير الماوردي" 3/ 178، عن ابن جريج، و"تفسير القرطبي" 10/ 65، عنهما.
(¬3) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 189، بنصه.
(¬4) ورد في "تفسير الثعلبي" 2/ 153 ب، بنحوه، وذكره المؤلف في "أسباب النزول" له ص 284، وانظر: "تفسير البغوي" 7/ 5 - 8.

الصفحة 7