كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

تطلُع الشمسُ فتَعُمُّ الأرضَ إلا بما (¬1) سترته الشُّخُوصُ، فإذا سَتَرَ الشخص شيئًا عاد الظلُّ، فرجوعُ الظلِّ بعد أن كان شمسًا ودورانُه من جانب إلى جانب هو سُجُودُه؛ لأنه مستسلم منقاد مطيع بالتَّسخير، وهو في ذلك يميل، والميل سجود، وكذلك قوله: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} [الرحمن: 6]، أي يستسلِمَان لله بالتسخير (¬2)، وهذه الآية كقوله: {وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [الرعد: 15]، وقد مر بيانه وشرحه.
وقوله تعالي: {وَهُمْ دَاخِرُونَ}، أي: صاغرون، وهذا لفظ المفسرين (¬3)، يقال: دَخَرَ يَدْخَر دُخُورًا، أي صَغُرَ يَصْغُرُ صغَارًا، وهو الذي يَفعلُ ما تأمره شاء أو (أبى (¬4).
قال الزجاج: هذه الأشياء مجبولة على الطاعة (¬5).
وقال الأخفش في قوله: {وَهُمْ دَاخِرُونَ}) (¬6) ذَكَّرَ، وهم من غير
¬__________
(¬1) في المصدر: إلا ما.
(¬2) تأويل مشكل القرآن (ص 416 - 418)، وهو نقل طويل تصرف فيه واختصر.
(¬3) "تفسير مقاتل" 1/ 203 ب، وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" 2/ 356 بلفظه عن قتادة، والطبري 14/ 116 بلفظه عن مجاهد وقتادة من طريقين لكل منهما، وورد في "تفسير هود الهواري" 2/ 373، و"معاني القرآن" للنحاس 4/ 70، و"تفسير السمرقندي" 2/ 237، والثعلبي 2/ 157 ب، و"تفسير الماوردي" 3/ 190، والطوسي 6/ 388، وانظر: "تفسير البغوي" 5/ 22، وابن عطية 8/ 436، وابن الجوزي 4/ 453، و"تفسير القرطبي" 10/ 111، والخازن 3/ 118، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 4/ 223، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد، وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن قتادة.
(¬4) ورد في "تهذيب اللغة" (دخر) 2/ 1158، بنصه.
(¬5) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 202، بنصه.
(¬6) ما بين القوسين ساقط من (د).

الصفحة 78