يريد كلَّ ما (¬1) دَبَّ على الأرض (¬2).
وقوله تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ} أخرجهم بالذكر تخصيصًا وتفصيلاً؛ كقوله: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} (¬3) [الرحمن: 68]، وقوله تعالى: {لَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} (¬4) [البقرة: 98] وقال الزجاج: المعنى: ولله يسجد ما في السموات من الملائكة، وما في الأرض من دابة والملائكة؛ أي: وتسجد ملائكة الأرض (¬5)، وفي الأرض ملائكة موكلون بالعباد (¬6)، وقيل: إنما ذكرهم على التخصيص لخروجهم من صفة الدبيب بما جعل لهم من الأجنحة (¬7)، والله أعلم.
وقوله تعالى: {وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} قال ابن عباس: يريد عن عبادة الله (¬8)، وهذا صفة من يسجد لله سجود عبادة، فأما من له سجود الخضوع
¬__________
(¬1) في جميع النسخ: كلما، وهو تصحيف ظاهر.
(¬2) انظر: "تفسير الفخر الرازي" 20/ 44، وأبي حيان 5/ 498، و"تفسير القرطبي" 10/ 112، بلا نسبة.
(¬3) يقصد ذكر الخاص بعد العام؛ فذكر الفاكهة عمومًا، ثم فصل في أنواعها وخص من الأنواع النخل والرمان.
(¬4) وهنا كذلك، أجمل الملائكة، ثم فصَّلهم وخصّ منهم جبريل وميكال بالذكر.
(¬5) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 202، بنصه.
(¬6) لقوله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18]، وغيرها من الأدلة.
(¬7) ورد في "تفسير الثعلبي" 2/ 158 أ، بنحوه، و"تفسير الماوردي" 3/ 192، بنحوه، وانظر: "تفسير البغوي" 5/ 23، وابن الجوزي 4/ 454، و"تفسير القرطبي" 10/ 113.
(¬8) انظر: "تفسير القرطبي" 10/ 113، وابن كثير 2/ 630، وأبي السعود 5/ 119 , و"الشوكاني" 3/ 238، و"تفسير الألوسي" 14/ 158، كلها بلا نسبة.