كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 13)

وهذا كقوله في آية أخرى: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ} الآية [التحريم: 6].

51 - قوله تعالى: {وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ} قال الزجاج: ذكر اثنين توكيدًا لقوله: {إِلَهَيْنِ}، كما ذكر الواحد في قوله: {إِلَهًا وَاحِدًا} (¬1) [التوبة: 31]. وقال صاحب النظم: فيه تقديم وتأخير؛ يريد: لا تتخذوا اثنين إلهين (¬2)، أي: الاثنان لا يكونان ولا واحدٌ منهما إلهًا, ولكن اتخذوا الواحد الذي لا يجوز أن يكون له ثانٍ إلهًا، يدل على هذا قوله: {إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ}، وقوله: {فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} من تلوين الخطاب.
52 - وقوله تعالى: {وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا}، الدين: الطاعة هاهنا، والواصب: الدائم، و [هو] (¬3) قول ابن عباس وجميع المفسرين (¬4)؛ يقال
¬__________
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" 3/ 204، بنصه، لكنه استشهد بقوله تعالى: {إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ} بالآية نفسها.
(¬2) انظر: "تفسير الفخر الرازي" 20/ 47، بنصه، والظاهر نقله عن الواحدي, والخازن 3/ 118، بنحوه.
(¬3) ساقطة من جميع النسخ، ولا يستقيم الكلام إلا بها.
(¬4) ورد في "تفسير مقاتل" 1/ 203 ب، بنحوه، وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" 2/ 357 بلفظه عن قتادة، وورد في "الغريب" لابن قتيبة ص 243، بلفظه، وأخرجه الطبري 14/ 119 بلفظه عن ابن عباس، وعن عكرمة من طريقين، وعن مجاهد من طريقين، وعن الضحاك من طريقين، وعن قتادة، وعن ابن زيد، وأخرجه بلفظ واجبًا عن ابن عباس، وورد في "معاني القرآن" للنحاس 4/ 72، بلفظه عن قتادة وعن مجاهد، وعن ابن عباس قال: واجبًا، و"تفسير السمرقندي" 2/ 238 بلفظه، وهود الهوارى 2/ 373، بلفظه، والثعلبي 2/ 158 أ، بنحوه، وفيه عن ابن عباس قال: واجبًا، و"تفسير الماوردي" 3/ 193، بلفظه عن الحسن ومجاهد وقتادة والضحاك، وعن ابن عباس قال: واجبًا، والطوسي 6/ 390، بنحوه عن ابن عباس، وقال: وبه قال الحسن ومجاهد والضحاك وقتادة وابن زيد.

الصفحة 84