كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

قال الليث: (الثَمَر: حمل الشجر) (¬1). والثُمُر أنواع المال، يقال: أثمر الرجل إذا كثر ماله، وثَمَّر الله مال فلان , أي: كثره. وروى الفراء بإسناده عن مجاهد قال: (ما كان في القرآن من ثُمُر فهو مال، وما كان من ثَمَر فهو من الثمار) (¬2).
وقال ابن زيد: (الثُّمُر الأصل، والثَّمَرة ما يجتنى من ذي الثمر) (¬3). ويجمع ثَمَرَات مثل: رَقَبَة ورَقَبات، قال الله تعالى: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ} [النحل: 67]، وثِمَار أيضًا مثل: رِقَاب في جمع رَقَبَة، ويجوز أن يُكسَّر ثَمَار على ثُمُر ككِتَاب وكُتُب، ويجوز في جمع ثَمَرَة وجهان آخران: ثَمَر مثل: بَقَرة وبَقَر، وثُمْر أيضًا كبَدَنة وبُدْن وخَشَبَة وخُشْب.
فقراءة أبي عمرو بالتخفيف تحتمل ثلاثة أوجه أحدها: أن يكون جمع ثِمَار، فخفِّف نحو كتُب في جمع (¬4) كِتَاب. الثاني: أن يكون جمع ثمرة مخفف نحو خُشْب جمع في (¬5) خَشَبَة. الثالث: أن يكون ثُمُر واحد مثل ثَمَر فخفف نحو (¬6) عَنُق وطُنُب. فعلى أي: هذه الوجوه كان، جاز إسكان العين (¬7) وساغ (¬8).
وأما قراءة العامة بضمتين , فلأن أهل اللغة فرقوا بين الثُمر والثمَر
¬__________
(¬1) "تهذيب اللغة" (ثمر) 1/ 498.
(¬2) "معاني القرآن" للفراء 2/ 144.
(¬3) "جامع البيان" 15/ 246، "النكت والعيون" 3/ 306، "البحر المحيط" 6/ 125.
(¬4) قوله: (في جميع) ساقط من الأصل، ومثبت في بقية النسخ.
(¬5) كلمة: (في) ساقط من الأصل، ومثبت في بقية النسخ.
(¬6) كلمة: (نحو) ساقط من الأصل، ومثبت في بقية النسخ.
(¬7) في (س): (العنق).
(¬8) "الحجة للقراء السبعة" 5/ 143.

الصفحة 11