كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

وقوله تعالى: {فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا} قال ابن عباس: (أرضا لا نبات فيها). وهو قول الكلبي وغيره (¬1). والزَّلق في اللغة: المكان المزلقة، ومنه قول الشاعر (¬2):
فمن علا زلقا عن غرة زلقا
والذي في الآية ليس من هذا؛ لأنه ليس أنها تفسير مزلقة، ولكن معناه: أنها تفسير جرداء لا نبات بها، من قولهم: زَلَقَ رأسه، وأَزْلَقه، وزَلَقه إذا حلقه، والزَّلْق: الحَلْق، والزَّلق: المحلوق، كالنَّقْض والنَّقَض فشبه الصعيد الذي لا نبات فيه بالرأس المحلوق (¬3). قال الفراء: (الزَّلَق التراب الذي لا نبات فيه) (¬4). وقال قتادة: وفي قوله: {صَعِيدًا زَلَقًا} يقول: (قد حصد ما فيها فلم يُتْرَك فيها شيءٌ) (¬5). وذهب ابن قتيبة إلى الإملاس فقال: (الزَّلق: الإملاس الذي تزل عليه الأقدام) (¬6). وهذا الذي ذكره هو الأصل، من أن المراد: ذهاب النبات لا الإملاس. والمعنى: أن هذا العذاب يهلكها ويبطل غلتها.
¬__________
(¬1) "جامع البيان" 15/ 249، "الكشف والبيان" 3/ 389 ب، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 94، "الدر المنثور" 4/ 407.
(¬2) هذا عجز بيت لابن يسير. وصدره:
اقدر لرجلك قبل الخطو منزلها
انظر: "الكامل في اللغة" للمبرد 4/ 127.
(¬3) انظر: "تهذيب اللغة" (زلق) 2/ 1550، "مقاييس اللغة" (زلق) 3/ 21، "القاموس المحيط" (زلق) ص 891، "الصحاح" (زلق) 4/ 1491.
(¬4) "معاني القرآن" للفراء 2/ 145.
(¬5) "جامع البيان" 15/ 249، "الكشف والبيان" 3/ 389 ب، "الدر المنثور" 4/ 407.
(¬6) "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة 1/ 267.

الصفحة 25