كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

وقوله تعالى: {عَنْهَا} قال الفراء: (يريد عن الإيمان بها) (¬1).
وقال الزجاج: (عن التصديق بها) (¬2). {مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا} أي: من لا يؤمن بأنها تكون.
{وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} مراده وخالف أمر الله {فَتَرْدَى} فتهلك، يقال: رَدِيَ، يَرْدَى، رَدًى فهو رَدٍ، ومثله تَرَدَّى إذا هلك (¬3)، قال الله تعالى: {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى} [الليل: 11]. والظاهر أن هذا خطاب لموسى، ثم هو نهي لجميع المكلفين عن ترك الإيمان بالساعة والتأهب لها، وإنذار بالهلاك لمن فعل ذلك (¬4). وجعل أبو إسحاق هذا خطابًا لنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (وخطاب النبي -صلى الله عليه وسلم- هو خطاب سائر أمته) (¬5).
ومعنى {وَلَا يَصُدُّنَّكَ}: لا يصدنكم، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ} [الطلاق: 1]، فَنُبِه النبي -صلى الله عليه وسلم- وخوطب هو وأمته بقوله: {إِذَا طَلَّقْتُمُ}.

17 - قوله تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} قال أبو إسحاق:
¬__________
= "القاموس المحيط" (صد) 1/ 292، "لسان العرب" (صد) 7/ 2409.
(¬1) "معاني القرآن" للفراء 2/ 177.
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 353.
(¬3) انظر: "القاموس المحيط" (ردى) 4/ 1287، "الصحاح" (ردي) 6/ 2354، "لسان العرب" (ردى) 5/ 1630، "المفردات في غريب القرآن" (ردأ) ص 194.
(¬4) "المحرر الوجيز" 10/ 16، "البحر المحيط" 6/ 233، "روح المعاني" 16/ 173.
(¬5) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 0353 الراجح -والله أعلم- أن الخطاب لموسى عليه السلام، وهو ما عليه جمهور المفسرين.
انظر: "المحرر الوجيز" 10/ 16، "البحر المحيط" 6/ 233، "التفسير الكبير" 22/ 23.

الصفحة 377