كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

الدنيا، ثم تكسر فتعود في الأرض) (¬1). وهذا معنى قوله: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6)} [الواقعة: 5، 6] وقرئ: {نُسَيِّرُ الْجِبَالَ} علي بناء الفعل للفاعل (¬2). وهذه القراءة أشبه بما بعده من قوله: {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ}، وحجة القراءة الأولى قوله: {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ} [النبأ: 20]، وقوله: {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} [التكوير: 3]، فبني الفعل للمفعول به.
وقوله تعالى: {وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} قال ابن عباس: (يريد لا جبل ولا بناء ولا شجر ولا ماء) (¬3). وقال مجاهد: (لا خَمَر (¬4) فيها) (¬5). وقال الكلبي: (ظاهرة ليس عليها شيء) (¬6).
وقال أهل المعاني: (لا شيء يسترها، يحشر الناس فيكونون كلهم في صعيد واحد، يرى بعضهم بعضًا) (¬7). وهذا قول قتادة في البارزة: (أنها
¬__________
(¬1) ذكره الماوردي في "تفسيره" 3/ 311 بدون نسبة، وكذلك القرطبي في "تفسيره" 10/ 416.
(¬2) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر: (ويوم تُسير الجبالُ) بالتاء، ورفع الجبال. وقرأ نافع، وعاصم، وحمزة، والكسائي: (ويوم نُسير الجبالَ) بالنون، ونصب الجبال. انظر: "السبعة" ص 393، "الحجة للقراء السبعة" 5/ 151، "التبصرة" ص 249، "العنوان" 123، "النشر" 2/ 311.
(¬3) ذكره الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 389 ب بدون نسبة.
(¬4) قال الأزهري في "تهذيب اللغة" (خَمَر) 1/ 1100: الوهدة: خَمر، والأكمة: خَمر، والجبل: خَمر، والشجر: خَمر، وكل ما خلفك فهو خمر. وانظر: "القاموس المحيط" (الخمر) 387، "الصحاح" (خمر) 2/ 650.
(¬5) "جامع البيان" 15/ 257، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 98، "تفسير كتاب الله العزيز" 2/ 465، "تفسير مجاهد" 1/ 377.
(¬6) ذكر نحوه الثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 389 ب بدون نسبة، وكذلك السمرقندي في "بحر العلوم" 2/ 302.
(¬7) "معاني القرآن" للفراء 2/ 145، "معاني القرآن" للزجاج 3/ 292.

الصفحة 38