كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)
هَش، وجوز هش، وإذا خبط الشجر فسقط ورقه سهل على الغنم تناوله.
قال عكرمة: (يقال: أضرب الشجر فيتساقط الورق على غنمي) (¬1).
وقوله: {وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} المآرب: الحوائج، واحدتها مأرَبة بفتح الراء وضمها، حكاهما جميع أهل اللغة (¬2).
وحكى ابن الأعرابي: (مأربِة بكسر الراء) (¬3). ومنه المثل: مَأرُبَة لا حَفَاوة (¬4). وكذلك الأرب والإربة ومنه قوله تعالى: {غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ} [النور: 31].
وقوله تعالى: {أُخْرَى} جاء على لفظ صيغه الواحدة؛ لأن مأرب في معنى جماعة، فكأنه جماعة من الحاجات أخرى. وقاله الزجاج (¬5). وذكرنا مثل هذا في قوله: {الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [طه: 8]، قال مجاهد، وسفيان والمفسرون: (ولي فيها حاجات أخرى) (¬6).
وقال عطاء، وقتادة: (منافع أخرى) (¬7). وذكر المفسرون تلك
¬__________
(¬1) "جامع البيان" 16/ 154، "الدر المنثور" 4/ 526.
(¬2) انظر: "تهذيب اللغة" (أرب) 1/ 142، "مقاييس اللغة" (أرب) 1/ 89، "الصحاح" (أرب) 1/ 87، "لسان العرب" (أرب) 1/ 55، "المفردات في غريب القرآن" (أرب) ص 15.
(¬3) "تهذيب اللغة" (أرب) 1/ 142، "لسان العرب" (أرب) 1/ 55.
(¬4) "مجمع الأمثال" للميداني، "فرائد اللآلي في مجمع الأمثال" 2/ 273. والمعنى: إنما يكرمك لأرب له فيك، لا لمحبته لك.
(¬5) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 355.
(¬6) "تفسير القرآن" للصنعاني 2/ 15، "جامع البيان" 16/ 154، "النكت والعيون" 3/ 399، "معالم التنزيل" 5/ 268، "الدر المنثور" 4/ 526.
(¬7) "تفسير القرآن" للصنعاني 2/ 15، "الطبري" 16/ 154، "الدر المنثور" 4/ 526.
الصفحة 380