كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

قال ابن عَباس: ({سِيرَتَهَا} حالتها) (1).
وقال مجاهد. (هيئتها) (2). وقال أبو عبيدة: (خلقتها الأولى) (3). يقال لمن كان على شيء فتركه، ثم عاد فتحول إليه: عاد إلى سيرته. وقال المبرد: (أي يجعلها كما كانت) (4). والسيرة: الهيئة (5).
والمعنى في الآية: أنها تجري على ما كانت تجري عليه من قبل، من كونها عصا، ونحو هذا قال أبو إسحاق في السيرة: (أنها الهيئة، يقال إذا كان القوم مشتبهين: هم على سيرة واحدة. قال: و {سِيرَتَهَا} منصوبة على إسقاط الخافض، وأفضى الفعل إليها، والمعنى: إلى سيرتها، فلما حذفت (إلى) أفضى الفعل، وهو {سَنُعِيدُهَا} فنصب) (6).
قال وهب: (لما أمره الله بأخذها أدنى طرف المدرعة (7) على يده، فقال له مَلك: أرأيت يا موسى لو أذن الله بما تحاذر، أكانت المدرعة تغني عنك شيئًا؟ قال: لا, ولكني ضعيف ومن ضعف خلقت. فكشف عن يده ثم وضعها في فم الحية وقبض، فإذا عصاه التي عهدها، وإذا يده في موضعه
__________
(1) و (2) "جامع البيان" 16/ 157، "الدر المنثور" 4/ 527.
(3) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 18.
(4) ذكر بلا نسبة في "المحرر الوجيز" 10/ 21، "زاد المسير" 5/ 180، "البحر المحيط" 6/ 235.
(5) انظر: "القاموس المحيط" (السير) 2/ 4، "الصحاح" (سير) 2/ 691، "لسان العرب" (سير) 4/ 2169، "المفردات في غريب القرآن" (سار) ص 247.
(6) "معاني القرآن" للزحاج 3/ 355.
(7) المدرعة: ضرب من الثياب التي تلبس ولا تكون إلا من الصوف.
انظر: "تهذيب اللغة" (درع) 2/ 175، "مقاييس اللغة" (درع) 2/ 268، "القاموس المحيط" (درع) 4/ 7، "الصحاح" (درع) 3/ 1206.

الصفحة 383