كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

جاء ما يعلم فيه مسألة موسى لذلك (¬1)، وذلك قوله: {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي} [القصص: 34] الآية
33 - قوله تعالى: {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا} [قال الكلبي: (يقول: نصلي لك كثيرًا] (¬2).
34 - {وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا} بحمدك والثناء عليك بما أوليتنا من نعمك، ومننت به علينا من تحميل رسالتك) (¬3). فاستجاب الله دعاءه وقال: {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} أي: أعطيت ما سألت.
قال الكلبي: (فلق الله له صدره، وحل عقدة من لسانه، وبعث معه أخاه هارون) (¬4).
قال الأزهري: (سُؤل الإنسان: أمنيته التي يطلبها، والتسويل تفعيل منه وهو تزين ذلك، وأصل السؤال مهموز، غير أن العرب استثقلوا فيه الهمز لما كثر في كلامهم) (¬5).
وقال الراعي فلم يهمز السول (¬6):
اخْتَرْتُكَ النَّاسُ إِذْ رَثَّتْ خَلاَئِقُهُم ... واعْتَلَّ مَنْ كَانَ يُرْجَى عِنْدَه السُّولُ
¬__________
(¬1) "الحجة للقراء السبعة" 5/ 222.
(¬2) ما بين المعقوفين مكرر في نسخة (س).
(¬3) "معالم التنزيل" 5/ 272.
(¬4) ذكره الطبري في "جامع البيان" 16/ 161 بدون نسبة، وكذلك ابن عطية في "المحرر الوجيز" 10/ 26.
(¬5) "تهذيب اللغة" (سول) 2/ 1791.
(¬6) البيت للراعي. رثت: الرثأة قلة الفطنة، وضعف الفؤاد. والخليقة: الفطرة يقال: إنه لكريم الطبيعة، والخليقة، والسليقة بمعنى واحد.
انظر: "تهذيب اللغة" (سول) 2/ 1791، "لسان العرب" (سول) 4/ 2157.

الصفحة 392