كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

غيري) (1). أحبك فرعون فسلمت من شره، وأحبتك امرأته آسية فتبنتك. واستعملت لفظة الإلقاء للمبالغة في هذا المعنى، والعرب تقول إذا أحب الواحد منهم أخاه: ألقيت عليك رحمتي وشفقتي، فيكون هذا أبلغ من قولهم: رحمتك وأشفقت عليك (2).
وقوله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ} قال المفسرون: (ولتربي تغذي) (3). يقال: صنع الرجل جاريته، وصنعها إذا رباها، وصنع فرسه إذا داوم على علفه والقيام عليه، ومن هذا يقال: فلان صنيع فلان، وصنيعته، إذا رباه وأبه حتى يخرجه (4).
وقوله تعالى: {عَلَى عَيْنِي} ذكر المفسرون في تفسيره: (مرآى مني) (5). وهو جائز من حيث اللفظ، ولكن لا يكون في هذا تخصيص لموسى، فإن جميع الأشياء بمرآى من الله لا يغيب عن رؤيته شيء. والصحيح في هذا ما روى قتادة أنه قال: (لتغذى على محبتي وإرادتي) (6). واختاره أبو عبيدة وذكره فقال: (أي لتربي وتغذي على محبتي وما أريد.
__________
(1) و (2) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 19.
(3) "جامع البيان" 16/ 162، "الكشف والبيان" 3/ 17 ب، "تفسير كتاب الله العزيز" 3/ 38، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 179.
(4) انظر: "تهذيب اللغة" (صنع) 2/ 2065، "القاموس المحيط" (صنع) ص 738, "الصحاح" (صنع) 3/ 1245، "لسان العرب" (صنع) 4/ 2508.
(5) "جامع البيان" 16/ 163، "الكشف والبيان" 3/ 17 ب، "معالم التنزيل" 5/ 273 , "المحرر الوجيز" 10/ 30.
(6) "النكت والعيون" 3/ 402، وذكرته كتب التفسير بدون لفظ الإرادة.
انظر: "تفسير القرآن" للصنعاني 1/ 16، "جامع البيان" 16/ 162، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 179، "الدر المنثور" 4/ 529.

الصفحة 398