كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

قال: والعرب تقول: اتخذه لي على عيني، أي على محبتي) (¬1).
وقال ابن الأنباري: (العين في هذه الآية يقصد بها قصد الإرادة والاختيار، من قول العرب: غذى فلان على عيني أي على المحبة مني والإشفاق) (¬2).
وأنشد لخفاف بن ندبة (¬3):
إِن تَكُ خَيْلِي قَدْ أُصِيبَ صَمِيمُها ... فَعَمْدًا عَلى عَيْنٍ تَيَمَّمْتُ مَالِكَا
وذكر صاحب النظم في اللام التي في قوله: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} أوجهًا أحدها: (أنها متصلة بما قبلها، وهو قوله: {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى}؛ لأن ذلك الإيحاء كان من أسباب تربية موسى على ما أراد الله، وعلى هذا يجب أن تكون الواو مقحمة زائدة في {وَلِتُصْنَعَ}. الثاني: أن اللام متصلة بما بعدها، وهو قوله تعالى: {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ} كأن المعنى:
¬__________
(¬1) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 19.
(¬2) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" 5/ 284، والألوسي في "روح المعاني" 16/ 190.
وقال ابن تيمية في "العقيدة الواسطية" ص 22: (إن عيني الله من صفاته الذاتية الثابتة له حقيقة على الوجه اللائق به ينظر بهما ويبصر ويرى ودليل ذلك قوله: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} ولا يجوز تفسيرها بالعلم ولا بالرؤية مع نفي العين لأنه مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف على ثبوت العين لله). وأولى ما حملت عليه هذه الآية أن يقال فيها: أي: على نظر مني ومرئ فأنت بحفظي ورعايتي.
انظر: "الفتاوى" لابن تيمية 3/ 133، "تيسير الكريم الرحمن" 5/ 156، "القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى" ص 90.
(¬3) البيت لخفاف بن ندبة، قاله بعد قتله لمالك بن حمار، سيد بني شمخ بن فزارة. انظر: " الشعر والشعراء" ص 212، "الخزانة" 5/ 443، "الأغاني" 13/ 135، "لسان العرب" (عين) 6/ 3199.

الصفحة 399