وقوله تعالى: {فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ} قال ابن عباس: [(يريد الهم الذي كنت تخافه من عذاب الله، ومن قتل فرعون، فخلصناك منه حين هربت إلى مدين) (¬1).
وقوله: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} قال ابن عباس في رواية علي بن أبي طلحة: (أختبرناك اختبارًا) (¬2). واختاره الزجاج، وابن قتيبة (¬3).
وقال الفراء: (أبتليناك بغم القتل) (¬4).
وتفسير {وَفَتَنَّاكَ} بالاختبار والابتلاء صحيح، إلا أنه لا يأتي بالمعنى هاهنا، والوجه ما ذكره ابن عباس في رواية عطاء قال: (يريد خلصناك إخلاصًا من الذبح وغيره) (¬5). وهذا قول سعيد بن جبير حين سأله عن الفتون ما هو؟ في حديث طويل (¬6).
¬__________
= فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ}.
(¬1) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة.
انظر: "جامع البيان" 16/ 164، "زاد المسير" 5/ 285، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 164، "التفسير الكبير" 22/ 54، "ارشاد العقل السليم" 6/ 16.
(¬2) "جامع البيان" 16/ 164، "الكشف والبيان" 3/ 18 أ، "معالم التنزيل" 5/ 273، "زاد المسير" 5/ 285، "الدر المنثور" 4/ 529.
(¬3) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 357، "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ص 279.
(¬4) "معاني القرآن" للفراء 2/ 179.
(¬5) "جامع البيان" 16/ 164، "الكشف" 2/ 237، "زاد المسير" 5/ 285.
(¬6) "جامع البيان" 16/ 164، "بحر العلوم" 2/ 340، "الكشف" 2/ 537، "ابن كثير" 3/ 164، وقال -رحمه الله- بعد أن ساق الحديث بطوله: وهو موقوف من كلام ابن عباس، وليس مرفوع إلا قليل منه، وكأنه تلقاه ابن عباس -رضي الله عنه- مما أبيح =