كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

الحاجة إليه (¬1)، قال جرير (¬2):
نَالَ الخِلاَفَةَ إِذْ كَانَتْ لَه قَدَرًا ... كَمَا أَتَى رَبَّهُ مُوسَى عَلَى قَدَرِ
وعلى هذا معنى القدر: قدر السن [الذي هو: أربعون سنة] (¬3) وهو مبلغه. قال الزجاج: (قيل: على قدر من تكليمي إياك) (¬4). وهو هذا المعنى الذي ذكرناه وإنما لم يوصف القدر وهو نكره؛ لأنه معلوم عند الله، وعند الناس كم هو. وقال مجاهد: ({عَلَى قَدَرٍ} علي موعد) (¬5). وهذا أيضًا بالمعنى الأول؛ لأنه لم يسبق بين الله وموسى مواعدة للمجيء حتى يقال: إن موسى أتى على ذلك الوعد، ولكن المعنى: على الموعد الذي وعده الله وقدره في علمه أن يوحي إليه الرسالة وهو أربعون سنة. وهذا معنى قول محمد بن كعب: (ثم جئت على القدر الذي قدرت أنك تجيء) (¬6).
وقال الفراء: (يريد على ما أراد الله من تكليمه) (¬7). يعنىِ على ذلك السن. وقال الكلبي: (وافق الكلام عند الشجرة) (¬8).
¬__________
(¬1) "جامع البيان" 16/ 167، "تهذيب اللغة" (قدر) 3/ 2896، "لسان العرب" (قدر) 11/ 3545.
(¬2) البيت لجرير من قصيدة يمدح فيها عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-.
انظر: "ديوانه" ص 211، "جامع البيان" 16/ 168، "النكت والعيون" 3/ 404، "الأضداد" ص 279، "أمالي المرتضى" 2/ 57، "همع الهوامع" 1/ 167.
(¬3) ما بين المعقوفين ساقط من نسخة (س).
(¬4) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 357.
(¬5) "جامع البيان" 16/ 168، "تفسير كتاب الله العزيز" 3/ 38، "النكت والعيون" 3/ 403، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 198، "ابن كثير" 3/ 157.
(¬6) "الكشف والبيان" 3/ 18 أ، "معالم التنزيل" 5/ 274، "القرطبي" 11/ 198.
(¬7) "معاني القرآن" للفراء 2/ 179.
(¬8) "الكشف والبيان" 3/ 18 أ.

الصفحة 404