كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

وقال الليث: (وإذا وافق الشيء الشيء قلت: جاء قدره) (¬1). وروى مغيرة (¬2) عن إبراهيم: (أنه كان يكره أن يضرب المثل في القرآن) (¬3). مثل قوله: {ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى}.

41 - قوله تعالى: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} الاصطناع: اتخاذ الصنيعة وهي الخير تسديه إلى الإنسان، وهذا افتعال من الصنع (¬4). قال الشاعر (¬5):
فَإذا اصْطَنَعْتَ صَنِيعَة فَاقْصد بِها ... الله ولِذَوي القَرَابة أَودَع
ومعنى {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} قال ابن عباس: (يريد اصطنعتك لوحيي ورسالتي) (¬6).
وقال الكلبي (¬7): (اخترتك بالرسالة لنفسي، لكي تحبني وتقوم بأمري) (¬8).
¬__________
(¬1) "تهذيب اللغة" (قدر) 3/ 2896.
(¬2) مغيرة بن مقسم الضبي أبو هاشم، مولاهم، الكوفي، الأعمى أحد الأئمة الأعلام، ومن رواة السنة، روى عن إبراهيم النخعي، وروى عنه الثوري، وثقه العلماء وكان ذكيًا، حافظًا، صاحب سنة توفي -رحمه الله- سنة 136 هـ وقيل غير ذلك. انظر: "الطبقات لابن سعد" 6/ 235، "الجرح والتعديل" 4/ 228، "التذكرة" للذهبي 1/ 135، "ميزان الاعتدال" 2/ 496، "تهذيب التهذيب" 10/ 269، "شذرات الذهب" 1/ 191.
(¬3) لم أهتد إليه.
(¬4) انظر: "تهذيب اللغة" (صنع) 2/ 2065، "القاموس المحيط" (صنع) ص 738، "الصحاح" (صنع) 3/ 1245، "لسان العرب" (صنع) 4/ 2508.
(¬5) البيت لهذيل الأشجعي. انظر: "تهذيب اللغة" (صنع) 2/ 2065، "الكامل" 2/ 123.
(¬6) "زاد المسير" 5/ 286، "القرطبي" 11/ 198،"روح المعاني" 16/ 193.
(¬7) في (س): (قال الكلبي: تقول اخترتك).
(¬8) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "جامع البيان" 16/ 168، "معالم التنزيل" 5/ 274، "زاد المسير" 5/ 286، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 170، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 199.

الصفحة 405