كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

واحد. قال: ويدل على صحة هذا المعنى.

48 - قوله تعالى: {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى}) (¬1). أي: إنما يعذب الله تعالى من كذب بما جئنا به، وأعرض عنه، فأما من اتبعه فإنه يسلم من العذاب.
وقيل: هذه أرجى آية (¬2) في كتاب الله للمؤمنين، وذلك أن الله أوحى إليهما أن العذاب على من كذب أنبياء الله وأعرض عن الإيمان (¬3). و {الْعَذَابَ} هاهنا اسم الجنس وظاهر هذا موجب أن من صدق وآمن لم يكن عليه شيء من العذاب.

49 - وقوله تعالى: {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا} قال أبو إسحاق: (المعنى فأتياه فقالا له ما أخبر الله في كتابه، فقال لهما فرعون: {فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى} دليل على أنهما أتياه فقالا له) (¬4). وفي قوله: {فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى} وجهان أحدهما: أن المعنى فمن ربك وربه يا موسى، فغلب الخطاب؛ لأن المخاطب كان موسى دون هارون. [الثاني: أن كليهما مخاطب، ترك ذكر هارون] (¬5) اكتفاء بموسى ولموافقة رؤوس الآي (¬6). ويدل على أن المخاطب موسى دون هارون قوله تعالى: {قَالَ رَبُّنَا} ولم يقل: قالا ولو كان الخطاب لهما كان الجواب منهما.
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" للفراء 2/ 180.
(¬2) في (س): (إنه)، وهو تصحيف.
(¬3) "الكشف والبيان" 3/ 18 ب، "القرطبي" 11/ 204، "البحر المحيط" 6/ 247.
(¬4) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 358.
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من نسخة (س).
(¬6) "الكشف والبيان" 3/ 18 ب، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 204.

الصفحة 413