كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

واحده، وكذلك {شَتَّى}) (¬1). وذهب بها مذهب: عطشى، وكسلى، وإن قدر واحد النبات نباتة، وواحد شَتَّى شَتيت صح ووضح التشاكل، وإن حمل {شَتَّى} على أزواج، وقدر أزواجًا شَتَّى من نبات فهو معنى صحيح.

54 - قوله تعالى: {كُلُوا وَارْعَوْا} أي: مما أخرجنا بالمطر من النبات، {وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ} يقال: رعت الماشية الكلأ رعيًا، ورعاها صاحبها رعاية، إذا أسامها وسرحها وأراحها (¬2).
والمعنى: أسيموا مواشيكم فيما أنبتناه بالمطر، وهذا أمر إباحة (¬3) معناه التذكير بالنعمة، قال ابن عباس: هذا كقوله: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا} -إلى قوله- {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} [عبس: 27 - 32]) (¬4).
وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ} معنى ما ذكر من الدلالة على توحيده {لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} قال اللحياني: (النَّهْيَة: العقل، والنُّهَى جمع نُهْيَه، ورجل نَهٍ ونَهِىُّ من قوم نَهِين وأَنْهِياء، ولقد نَهُوَ ما شاء، كل ذلك من العقل. وسمي العقل نَهْيَة؛ لأنه يُنْتَهَى إلى ما أَمَر به، لا يُجَاوز أَمْرَه) (¬5).
وقال أبو إسحاق: (يقال: فلان ذُو نُهْيةٍ، ومعناه ذُو عَقل يَنْتَهي به عن
¬__________
(¬1) أورده بلا نسبة في "الكشاف" 2/ 540، "زاد المسير" 5/ 292، "التفسير الكبير" 22/ 69، "البحر المحيط" 6/ 251.
(¬2) انظر: "تهذيب اللغة" (رعى) ص 1430، "القاموس المحيط" (الرعى) ص 1289، "الصحاح" (رعى) 6/ 2358، "لسان العرب" (رعى) 3/ 1676، "المفردات في غريب القرآن" (رعى) ص 198.
(¬3) في (ص): (افاته)، وهو تصحيف.
(¬4) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "الكشاف" 2/ 540، "الفتوحات الإلهية" 3/ 96، "أضواء البيان" 4/ 423.
(¬5) "تهذيب اللغة" (نهى) 4/ 3680.

الصفحة 422