كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ} [الانشقاق: 16] إن شاء الله.
وقوله تعالى: {مِمَّا فِيهِ} أي: من الأعمال السيئة.
{وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا} لوقوعهم في الهلكة يدعون بالويل على أنفسم: {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً} أي: لا تاركًا صغيرة، فقوله: {لَا يُغَادِرُ} في موضع الحال، قال ابن عباس في رواية عكرمة: (الصغيرة التبسم، والكبيرة الضحك) (¬1).
ونحو هذا روى عنه الذبال بن عمرو الأوزاعي فيما كان يعظ به المنصور (¬2) (¬3). ونحو هذا روي عن الحسن عن ابن عباس، وهو قول ابن أبي ليلى (¬4)، والكلبي (¬5). وقال في رواية عطاء: {لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً} يريد:
¬__________
(¬1) "معالم التنزيل" 5/ 177، "الكشاف" 2/ 393، "القرطبي" 10/ 419، "الدر المنثور" 4/ 411.
(¬2) عبد الله بن محمد بن علي بن العباس، أبو جعفر المنصور، ثاني خلفاء بني العباس، وأول من عني بالعلوم من ملوك العرب، وكان عارفًا بالفقه والأدب محبًا للعلم والعلماء، ولي الخلافة بعد وفاه أخيه السفاح سنة 136 هـ، وعرف بالشجاعة والحزم، توفي ببئر ميمون من أرض الحجاز محرمًا بالحج، ودفن في الحجون بمكة سنة 158 هـ، ودامت خلافته 22 عامًا. انظر: "تاريخ بغداد" 10/ 53، "الجرح والتعديل" 5/ 159، "تاريخ الطبري" 9/ 292، "الأعلام" 4/ 117.
(¬3) "جامع البيان" 15/ 258.
(¬4) عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، تابعي ثقة، قرأ القرآن على أبيه، وقرأ عليه أخوه محمد بن عبد الرحمن، وأبوهما ممن قرأ على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وله رواية قليلة في "السنن". انظر: "التاريخ الكبير" 6/ 390، "الكاشف" 2/ 368، "غاية النهاية" 1/ 609 , "تهذيب التهذيب" 8/ 219، "معرفة القراء الكبار" 1/ 66.
(¬5) "المحرر الوجيز" 9/ 326، "النكت والعيون" 3/ 312، "القرطبي" 10/ 419.

الصفحة 43