كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

وقال آخرون: (تناظروا فيما بينهم) (¬1). يعني السحرة، والتشاور في الأمر كالتناظر فيه، وذلك أن السحرة تنازعوا فيما أمرهم به فرعون من معارضة موسى، وتشاوروا بينهم سراً من فرعون وقومه وذلك قوله: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} قال قتادة: (قالوا: إن كان ساحرًا فإنا سنغلبه، وإن كان من السماء كما يزعم فله أمر) (¬2).
وقال محمد بن كعب: (قال بعضهم لبعض: لو كان هذا سحرًا لعرفناه، كما أن الكاتب إذا كتب عرف الذي يعرف الكتاب بما كتب) (¬3).
وقال الكلبي: (تكلم السحرة فيما بينهم سرًا من فرعون فقالوا: إن غلبنا موسى اتبعناه) (¬4). وهذا القول اختيار الفراء، والزجاج (¬5).
وقال محمد بن إسحاق: (لما قال موسى: {وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} الآية، تراد السحرة بينهم، وقال بعضهم لبعض: ما هذا بقول (¬6) ساحر، ثم قالوا وأسر بعضهم إلى بعض يتناجون: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} (¬7).
¬__________
= القرآن" 11/ 215، "التفسير الكبير" 22/ 73، "روح المعاني" 16/ 220.
(¬1) "معالم التنزيل" 5/ 280، "التفسير الكبير" 22/ 73، "روح المعاني" 16/ 220.
(¬2) "جامع البيان" 16/ 178، "النكت والعيون" 3/ 410، "زاد المسير" 5/ 207، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 215.
(¬3) ذكرت نحوه كتب التفسير بدون نسبة.
انظر: "معالم التنزيل" 5/ 280، "مجمع البيان" 7/ 30، "روح المعاني" 16/ 221، "فتح القدير" 3/ 533.
(¬4) "النكت والعيون" 3/ 410، "معالم التنزيل" 5/ 280، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 215.
(¬5) "معاني القرآن" للفراء 2/ 183، "معاني القرآن" للزجاج 3/ 361.
(¬6) في (ص). (يقال).
(¬7) "جامع البيان" 16/ 178، "معالم التنزيل" 5/ 280، "روح المعاني" 16/ 221.

الصفحة 437