كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

من أعمالنا {وَلَا كَبِيرَةً} يريد: الشرك) (¬1). وقال سعيد بن جبير: (الصغيرة: اللمم، والكبيرة: الزنا) (¬2).
وقوله تعالى: {إِلَّا أَحْصَاهَا} أي: عدَّها، وأثبتها، وكتبها، وحفظها، كل هذه ألفاظ المفسرين (¬3). والمعنى: إني أحصيت وأثبت في الكتاب. فأضيف الإحصاء إلى الكتاب توسعًا.
قال قتادة في هذا: (اشتكى القوم -كما تسمعون- الإحصاء، فإياكم والمحقرات من الذنوب، فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكه) (¬4).
وقوله تعالى: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا} أي: في الكتاب مكتوبًا مثبتًا ذكره. {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} قال الزجاج: (أي: يعاقبهم، فيضع العقوبة موضعها في مجازاة الذنوب، قال: وأجمع أهل اللغة: أن الظلم وضع الشيء في غير موضعه) (¬5).
وتأويل هذا: أنه لا يعاقب أحدًا بغير جرم، وهو معنى قول الضحاك: (لا نأخذ أحدًا بجرم لم يعمله) (¬6).

50 - قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ} قال المفسرون:
¬__________
(¬1) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" 10/ 418 بلا نسبة.
(¬2) "معالم التنزيل" 5/ 177، "الكشاف" 2/ 393، "الجامع لأحكام القرآن" 10/ 419، "البحر المحيط" 6/ 135.
(¬3) "جامع البيان" 15/ 258، "معالم التنزيل" 5/ 177، "الكشاف" 2/ 393، "أضواء البيان" 4/ 116.
(¬4) "جامع البيان" 15/ 258، "النكت والعيون" 3/ 313، "الجامع لأحكام القرآن" 10/ 419، "الدر المنثور" 4/ 411.
(¬5) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 293.
(¬6) "معالم التنزيل" 5/ 178، "الجامع لأحكام القرآن" 10/ 419.

الصفحة 44