كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

وقرا ابن كثير وحفص عن عاصم: إنْ هذان بتخفيف {إِنْ} (¬1)، على معنى ما هذان إلا ساحران كقوله: {وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ} [الشعراء: 186]، وإن إذا خفف كان الوجه أن يرفع الاسم بعدها، وإذا كان كذلك رفع هذان بعدها، وأدى مع ذلك خط المصحف.
قال أبو إسحاق: (أستحسن هذه القراءة، وفيها إمامان عاصم والخليل، وكان يقرا بهذه القراءة، والإجماع أنه لم يكن أحد بالنحو أعلم من الخليل؛ ولأن هذه القراءة توافق قراءة أبي في المعنى، وإن خالفه اللفظ) (¬2). وقراءته: إن ذان إلا ساحران (¬3).
وقال الأخفش: ({إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} خفيفة في معنى ثقيلة، وهي لغة لقوم يرفعون بها، وإن ثقلت فهي لغة لبني الحارث بن كعب الاثنين في كل موضع) (¬4). هذا كلامه.
وقد بأن أن القراءة الصحيحة في هذه الآية قراءة العامة، وقراءهَ من خفف {أَن} على التعليل (¬5).
¬__________
(¬1) قرأ ابن كثير، وحفص عن عاصم: (إنْ هذان) بتخفيف (إنّ). وقرا نافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وعاصم في رواية أبي بكر: (إنَّ هذان) بتشديد (إنّ). وكذلك قرأ أبو عمرو: بتشديد (إنّ).
انظر: "السبعة" ص 419، "الحجة للقراء السبعة" 5/ 229، "التبصرة" ص 260، "المبسوط في القراءات" ص 249.
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 364.
(¬3) "الكشف والبيان" 3/ 20 ب، "بحر العلوم" 2/ 348، "النكت والعيون" 3/ 410، "الكشاف" 2/ 542، "التفسير الكبير" 22/ 75.
(¬4) "معاني القرآن" للأخفش 2/ 629.
(¬5) وقوله المؤلف -رحمه الله-: (وقد بأن أن القراءة الصحيحة) لا يفهم منه أن =

الصفحة 448