كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

وإنما تأويله: هذا (الذي) (¬1) ينبغي أن يجعله قومه قدوة، ويسلكوا طريقته، وينظروا إليه ويتبعوه) (¬2).
وقال الفراء: (العرب تقول للقوم: هؤلاء طَريقة قومهم، وطرائق قومهم لأشرافهم (¬3)، ويقولون للواحد أيضًا: طَريقة قومه ونَظُورة قومه
ونَظيرة قومه، ويقولون للجمع بالتوحيد، والجميع يعني طريقه، وطرائق، قال: ومن ذلك قوله: {طَرَائِقَ قِدَدًا} [الجن: 11]) (¬4). وجعل الزجاج الآية من باب حذف المضاف، فقال: (المعنى عندي: يذهبا بأهل طريقتكم المثلى، قال: وكذلك قول العرب: هذا طريقة قومه، معناه هذا صاحب طَريقة قومه) (¬5). هذا كلامه. وليس يحتاج إلى تقدير المضاف على ما ذكره الفراء، فإن الطريقة اسم للأفاضل على معنى أنهم الذين يقتدى بهم ويتبع آثارهم، كما تسلك الطريقة، فتقدير المضاف تكلف. و (المثلي) تأنيث الأمثل، والأمثل معناه في اللغة: الأفضل، يقال: فلان أَمْثَل قومه أي: أفضلهم، وهم الأماثل (¬6).
ومنه قول الشاعر (¬7):
¬__________
(¬1) كذا في نسخة (س) وهو أصوب، وكذا هي في معاني الزجاج، وفي غيرها (الفتى).
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 364.
(¬3) في نسخة (س): (أشرافهم).
(¬4) "معاني القرآن" للفراء 2/ 185.
(¬5) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 365.
(¬6) انظر: "تهذيب اللغة" (مثل) 4/ 3342، "القاموس المحيط" (المثل) 4/ 48، " مقاييس اللغة" (مثل) 5/ 297، "المعجم الوسيط" (الأمثل) 2/ 854، "لسان العرب" (مثل) 7/ 4134، "المفردات في غريب القرآن" (مثل) ص 463.
(¬7) لم أهتد لقائله. وذكره نحوه: "تاج العروس" (نصف) 6/ 256، ونسبة لابن =

الصفحة 450