كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

بفضله وشرفه قيل له: الأمثل. ومعنى الآية ما روى الشعبي عن علي -رضي الله عنه- أنه قال: ({وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} يصرفا وجوه الناس إليهما) (¬1).
والمعنى: أن يغلبا بسحرهما، فتمثل إليهما السادة والأشراف منكم. وقال قتادة: (طريقتكم المثلى يومئذ بنو إسرائيل كانوا أكثر القوم عددا وأموالًا، فقالوا: إنما يريد أن يذهبا بهما لأنفسهم) (¬2). فجعل قتادة هؤلاء الأفاضل من بني إسرائيل. وهذا قول ابن عباس في رواية الوالبي: (هم بنو إسرائيل) (¬3). هذا الذي ذكرنا قول المفسرين، وأهل التأويل، وعلى هذا مقاتل، والكلبي (¬4).
وقال ابن زيد: (ويذهبا بالطريقة التي أنتم عليها في السيرة) (¬5). وهذا القول اختيار أبي عبيدة، والكسائي، قال أبو عبيدة: ({بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} [بسنتكم ودينكم وما أنتم عليه) (¬6).
وقال الكسائي: ({بِطَرِيقَتِكُمُ} يعني سنتكم وهداكم وسمتكم) (¬7).
¬__________
(¬1) "جامع البيان" 16/ 183، "الكشف والبيان" 3/ 20 ب، "معالم التنزيل" 5/ 282، "زاد المسير" 5/ 300، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 174.
(¬2) "تفسير القرآن" للصنعاني 2/ 18، "جامع البيان" 16/ 183، "الكشف والبيان" 3/ 20/ ب، "النكت والعيون" 3/ 411، "معالم التنزيل" 5/ 282.
(¬3) "جامع البيان" 16/ 182، "روح المعاني" 16/ 224.
(¬4) "الكشف والبيان" 3/ 20، "تفسير مقاتل" 4 أ.
(¬5) "جامع البيان" 16/ 183، "النكت والعيون" 3/ 412، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 175، "الدر المنثور" 4/ 541.
(¬6) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 23.
(¬7) "الكشف والبيان" 3/ 20 ب.

الصفحة 452