كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

قال الليث: (ويقال لكل من قهر أمرًا أو علاه: اعتلا، واستعلاه واستعلى عليه) (¬1).
وقال الزجاج: ((استعلى) أي: علا بالغلبة) (¬2).

65 - قوله تعالى: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى} قال الفراء: (المعنى: اختر أحد هذين الأمرين) (¬3). والمراد بالإلقاء هاهنا: إلقاء العصا على الأرض، وكانت السحرة معهم عصي، وكان موسى قد ألقى عصاه يوم دخل على فرعون، كما قال الله تعالى: {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ} (¬4)، ولما أراد السحرة معارضته قالوا له هذا القول.
66 - فقال موسى: {بَلْ أَلْقُوا} أمرهم بالإلقاء أولًا، لتكون معجزته أظهر إذا ألقوا هم بم معهم، ثم يلقي هو عصاه فتبتلع كل ذلك على ما ذكر (¬5).
وقوله تعالى: {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ} في الكلام محذوف تقديره: فألقوا فإذا حبالهم.
[قال أبو إسحاق: (وترك هاهنا؛ لأنه قد جاء في موضع آخر: {فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ} [الشعراء: 44] (¬6)] (¬7).
¬__________
(¬1) "تهذيب اللغة" (علا) 3/ 2536.
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 365.
(¬3) "معاني القرآن" للفراء 2/ 185.
(¬4) وردت في سورة [الأعراف: 107]، وفي سورة [الشعراء: 32].
(¬5) ويشهد لذلك قوله سبحانه: {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} [الشعراء: 45].
(¬6) ما بين المعقوفين ساقط من نسخة (س).
(¬7) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 365.

الصفحة 456