كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

الواو ياء لانكسار الخاء (¬1). وإنما خاف موسى؛ لأن سحرهم كان من جنس ما أراهم في العصا، فخاف أن يلتبس على الناس أمره، ولا يؤمنوا به. هذا معنى قول الكلبي، ومقاتل (¬2).
وقيل: (كان خوف طباع، لكثرة ما يخيل له من الحيات العظام)، وهذا معنى قول محمد بن إسحاق (¬3).

68 - فقال الله تعالى: {لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى} قال ابن عباس: (يريد أنت الغالب) (¬4). والمعنى: أنت الأعلى عليهم بالظفر والغلبة.
69 - {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ} يعني العصا {تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا} قال الزجاج: (القراءة بالجزم (¬5)، جواب الأمر، ويجوز الرفع على معنى الحال، كأنه قال: ألقها تلقفه) (¬6)، هذا كلامه.
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 367، "إعراب القرآن" للنحاس 2/ 349.
(¬2) "الكشف والبيان" 3/ 21 أ، "معالم التنزيل" 5/ 283، "البحر المحيط" 6/ 260، "التفسير الكبير" 22/ 84، "تفسير مقاتل" 4 أ.
(¬3) "بحر العلوم" 2/ 349، وذكرته كتب التفسير بدون نسبة.
انظر: "النكت والعيون" 3/ 413، "معالم التنزيل" 5/ 283، "المحرر الوجيز" 10/ 54، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 222.
(¬4) ذكرته كتب التفسير بدون نسبة.
انظر: "معالم التنزيل" 5/ 284، "زاد المسير" 5/ 305، "القرطبي" 11/ 223.
(¬5) قرأ نافع، وأبو عمرو، وابن كثير، وحمزة، والكسائي، وعاصم في رواية أبي بكر: (تَلقَّفْ مَا صَنعوا) بتشديد القاف وجزم الفاء. وقرأ عاصم في رواية حفص: (تَلْقَفُ مَا صَنعوا) بتخفيف القاف ورفع الفاء. وقرأ ابن عامر الشامي: (تَلْقَّفُ مَا صَنعوا) بتشديد القاف ورفع الفاء.
انظر: "السبعة" ص 420، "الحجة للقراء السبعة" 5/ 235، "المبسوط في القراءات" ص 249، "النشر" 2/ 321.
(¬6) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 367.

الصفحة 459