78 - قوله تعالى: {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ} أي: لحقهم كقوله. {فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ} [الأعراف: 175] وقوله: {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} [الصافات: 10]، والباء في {بِجُنُودِهِ} في موضع حال من الفاعل على معنى ومعه جنوده، كما يقال: ركب بسلاحه، وخرج بثيابه، وهذا اللحاق إنما كان أن أول مقدمة فرعون قرب من ساقة قوم موسى وهم يعبرون البحر، أو يحمل على الإشراف على اللحاق والقرب منه (¬2). ويجوز أن كون اتبع مطاوع تبع كقوله: {وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً} [هود: 99]، وقوله تعالى: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً} [القصص: 42]، والباء على هذا تكون زائدة، كما يزاد في كثير من المفعولات نحو (¬3):
لاَ يَقْرأَنَ بالسُّورِ
وروي عن أبي عمرو أنه قرأ: فأتبعهم موصولة (¬4). وعلى هذا الباء للتعدية؛ لأن اتبع بمعنى تبع كما يقال: شوى واشتوى، وحفى واحتفى،
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" للأخفش 2/ 632.
(¬2) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 370، "الحجة للقراء السبعة" 5/ 241.
(¬3) هذا جزء من عجز بيت ينسب إلى الراعي النميري وتمامة:
هُنْ الحَرائِرُ لا رَبَاتُ أَحْمِرة ... سُودُ المحَاجِر لا يَقْرأْنَ بالسُّوَرِ
انظر: "ديوانه" 122، "الحجة للقراء السبعة" 5/ 241، "أدب الكاتب" 521، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 1/ 4، "خزانة الأدب" 9/ 107، "المخصص" 14/ 70، "مجالس ثعلب" ص 365، "شرح أبيات المغني" 1/ 128، "لسان العرب" (سود) 4/ 2141.
(¬4) قرأ عبيد عن هارون عن أبي عمرو (فأتبعهم فرعون) موصولة.
انظر: "الحجة للقراء السبعة" 5/ 240.