كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

أَنا أَبُو النَّجْمِ وشِعْرِي شِعْرِي
أي: شعري ما قد عرفتم.
وقال سيبويه: (من كلام العرب: إن فعلت كذا وكذا فأنت أنت، أي: أنت كما تعرف، ويقولون: الناس ناس، أي: هم كما قد عرفتم) (¬1).
ومعنى {غَشِيَهُمْ} علاهم وسترهم.

79 - {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ} حيث دعاهم إلى عبادته (وما هدى) ما هداهم إلى مراشدهم، وهذا تكذيب له إذا قال: {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر: 29].
وقال ابن عباس: (يريد ما أرشد نفسه) (¬2). وعلى هذا معنى (ما هدى) ما هدى نفسه. والمعنى: أنه أهلك نفسه وقومه بضلاله ودعائهم إلى الضلالة حتى أوردهم مواقع الهلكة.

80 - قال ابن عباس: (ثم ذكر الله تعالى منته على بني إسرائيل فقال: {بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ} يعني فرعون أغرقه بمرآى منهم) (¬3).
{وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ} وذلك أن الله تعالى وعد موسى بعد أن أغرق فرعون التأني جانب الطور الأيمن، فيؤتيه التوراة فيها بيان ما يحتاجون إليه، وقد ذكرنا هذا المعنى عند قوله: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ
¬__________
(¬1) لم أقف عليه.
(¬2) "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 229، وذكره بدون نسبة "بحر العلوم" 3/ 350، "معالم التنزيل" 5/ 287.
(¬3) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "معالم التنزيل" 5/ 287، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 178، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 223، "إرشاد العقل السليم" 6/ 23، "روح المعاني" 16/ 238.

الصفحة 480