كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

صدقًا لإيتاء الكتاب (¬1). {أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ} مدة مفارقتي إياكم (¬2) {أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ} بعبادتكم العجل، وتلخيص المعنى: أم أردتم أن تصنعوا صنعًا يكون سبب غضب ربكم؛ لأن أحدًا لا يتطلب غضب ربه، ولكن قد يأتي سبب ذلك {فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي} ما وعدتموني من حسن الخلافة بعدي، هذا في قوله: {بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي} [الأعراف: 150].
وقال مجاهد: ({فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي} قال عهدي) (¬3). يعني ما عهد إليهم موسى وأوصاهم به من الإقامة على طاعة الله. وقيل في التفسير: ({فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي} أي: تركتم السير على أثري) (¬4). وهذا إنما يصح لو روي أن موسى وعدهم ذلك، ولم نر في شيء من الروايات أن موسى وعد قومه: أن يسيروا على أثره.
وقال ابن الأنباري: ({فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي} أي: نسبتموه إلى الخلاف) (¬5). يعني وعده بالرجوع إليهم.

87 - قوله تعالى: {قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا} قال قتادة:
¬__________
(¬1) "النكت والعيون" 3/ 418، "معالم التنزيل" 5/ 289، "الكشاف" 2/ 549، "زاد المسير" 5/ 313، "روح المعاني" 16/ 244.
(¬2) "الكشف والبيان" 3/ 23 أ، "بحر العلوم" 2/ 351، "النكت والعيون" 3/ 418، "معالم التنزيل" 5/ 289، "زاد المسير" 5/ 313.
(¬3) "زاد المسير" 5/ 313، "التفسير الكبير" 22/ 202، "تفسير مجاهد" 464.
(¬4) "جامع البيان" 16/ 196، "تفسير كتاب الله العزيز" 3/ 46، "الجامع لأحكام القرآن" 16/ 234.
(¬5) ذكر نحوه بلا نسبة القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 234، والرازي في "التفسير الكبير" 22/ 102.

الصفحة 490