فرعون بذبح ولدان بني إسرائيل كانت المرأة تلد فتطرح ولدها حيث لا يشعر به أصحاب فرعون، فيأخذ الولدان الملائكة، فيربوهم حتى يترعرعوا ويختلطوا بالناس، فكان السامري ممن أخذه جبريل، فغذاه فلما رآه على فرسه عرفه، فقبض القبضة من تحت حافر فرسه) (¬1).
وقوله: إنها إذا جعلت في موات حي، فذلك قوله: {بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} أي: من أثر فرسه يعني من حيث وضع عليه حافره {فَنَبَذْتُهَا} وألقيتها في صورة العجل {وَكَذَلِكَ} وكما حدثتك يا موسى {سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي} زينت لي نفسي من أخذ القبضة وإلقائها في صورة العجل.
97 - قوله تعالى: {قَالَ فَاذْهَبْ} روي في التفسير: (أن موسى -عليه السلام- همَّ بقتل السامري، فنهاه الله عن ذلك وقال: لا تفعل، فإنه سخي) (¬2) (¬3).
¬__________
(¬1) ذكر نحوه "جامع البيان" 16/ 205، وكذلك "بحر العلوم" 2/ 352، وأورده "النكت والعيون" 3/ 423 بدون نسبة، وكذلك "معالم التنزيل" 5/ 292، وابن عطية في "المحرر الوجيز" 11/ 101 وقال: (هذا ضعيف). "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 240، والرازي في "التفسير الكبير" 22/ 111 وقال: (والذي ذكروه من أن جبريل -عليه السلام- هو الذي رباه فبعيد).
ولعل هذا القول من الروايات الإسرائيلية التي ذكرت في هذا الباب.
(¬2) السخاوة والسخاء: الجود، والسخي: الجواد. انظر: "تهذيب اللعة" (سخا) 7/ 487، "القاموس المحيط" (السخي) 4/ 341، "لسان العرب" (سخا) 9/ 208، "مختار الصحاح" (سخا) 291.
(¬3) "الكشف والبيان" 3/ 24 أ، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 241، "روح المعاني" 16/ 256. وهذا القول من الروايات الإسرائيلية التي ذكرها أهل التفسير في هذه الآية.