كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

فقال له موسى: {فَاذْهَبْ} أي: من بيننا {فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ} قال ابن عباس: (لك (¬1) ولولدك) (¬2). والمساس: فِعال من المساسة ومعنى لا مساس: لا يمس بعضنا بعضًا (¬3).
قال الكلبي: (يقول: لا يخالط أحداً ولا يخالطك) (¬4). وأمر موسى بني إسرائيل أن لا يخالطوه ولا يؤاكلوه ولا يقربوه (¬5).
وقال أبو إسحاق: (التأويل: أن موسى حرم (¬6) مخالطة السامري، والمعنى: أنك في الدنيا لا تخالط جزاء لفعلك) (¬7). وعلى هذا كأن موسى صيره مهجورًا، وأمر قومه بمجانبته، وأن لا يخالطوه ولا يؤاكلوه ولا يبايعوه، هذا معنى ما ذكر في هذه الآية (¬8). غير أن اللفظ لا يدل على هذا؛ لأنه إذا هجر لم يقل: لا مساس إنما يقال له ذلك (¬9).
¬__________
(¬1) قوله: (لك)، ساقط من نسخة (ص).
(¬2) "معالم التنزيل" 5/ 292، "روح المعاني" 16/ 256.
(¬3) انظر: "تهذيب اللغة" (مس) 4/ 339، "مقاييس اللغة" (مس) 5/ 271، "لسان العرب" (مسس) 7/ 4201، "المفردات في غريب القرآن" (مسس) ص 467.
(¬4) ذكرته كتب التفسير بدون نسبة. انظر: "جامع البيان" 16/ 206، "الكشف والبيان" 3/ 24 أ، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 240.
(¬5) "جامع البيان" 16/ 206، "الكشف والبيان" 3/ 24 أ، "النكت والعيون" 3/ 424، "معالم التنزيل" 35/ 292.
(¬6) قوله: (حرم)، ساقط من نسخة (ص).
(¬7) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 473.
(¬8) "جامع البيان" 16/ 206، "الكشف والبيان" 3/ 24 أ، "المحرر الوجيز" 10/ 84، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 240.
(¬9) قال الرازي -رحمه الله- في "تفسيره" 22/ 113: وهذا الإعتراض ضعيف؛ لأن الرجل إذا بقي طريدًا فريدًا فإذا قيل له كيف حالك؟ فله أن يقول: لا مساس. أي: =

الصفحة 510