قال الزجاج: (ولكن اللام حذفت لثقل التضعيف والكسر) (¬1). والعرب تفعل ذلك كثيرًا، قال ابن مغراء (¬2) (¬3):
مَسْنَا السَّمَاءَ فَنِلْنَاهَا وطَالَهُمُ ... حَتَى رأَوا أُحُدًا يَمْشِي وَثَهْلانَا
فحذفوا أحد السينين من مسسنا استثقالا للجمع بينهما ومثله كثير.
وقوله تعالى: {لَنُحَرِّقَنَّهُ} قال ابن عباس في رواية الوالبي: (يقول بالنار) (¬4). وروي عنه: (فحرقه بالنار ثم ذراه في البحر) (¬5) (¬6).
وقال الكلبي: (أحرق العجل بالنار، ثم دق، ثم ذري في البحر) (¬7). وهو النسف.
وقال السدي: (أخذ موسى العجل فذبحه، فسأل منه دمًا كما يسيل
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 375.
(¬2) أوس بن مغراء من بني ربيعة بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد، شاعر اشتهر في الجاهلية، وعاش زمنًا في الإسلام، له شعر في الهجاء والمدح.
انظر: "الشعر والشعراء" ص 457، "سمط اللآلي" ص 795، "الأغاني" 5/ 12، "الأعلام" 2/ 31.
(¬3) البيت لأوس بن مغراء السعدي.
انظر: "تهذيب اللغة" (مس) 4/ 339، "لسان العرب" (مسس) 17/ 4201.
(¬4) "جامع البيان" 16/ 208، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 182، "الدر المنثور" 4/ 549، "روح المعاني" 16/ 257.
(¬5) في (ص): (في اليم).
(¬6) "جامع البيان" 16/ 208، "الكشف والبيان" 3/ 24 أ، "الدر المنثور" 4/ 549، "روح المعاني" 16/ 258.
(¬7) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر. "جامع البيان" 16/ 153، "معالم التنزيل" 5/ 293، "زاد المسير" 5/ 319، "القرطبي" 11/ 242، "التفسير الكبير" 22/ 113.