كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

من العجل إذا ذبح، ثم حرقه بالمبرد، ثم ذراه في اليم) (¬1). وهذا على معنى حرق عظامه بالمبرد، كما قال الكلبي: (ثم دق). وهذا على قراءة من قرأ: لَنُحْرِقَنَّه وليست قراءته في مشهور القراءة (¬2). والصحيح: أن ذلك العجل صار لحمًا ودمًا، وإذا كان كذلك فالحرق بالمبرد فيه بعيد. وفي حرف عبد الله: لنذبحنه ثم لنحرقنه (¬3).
وروى عطاء عن ابن عباس: (فبرد بالمبارد ثم ألقي في البحر) (¬4).
وهذا يحمل على برد عظامه، إلا على قول مجاهد فإنه لم يجعله لحمًا ودمًا، وحينئذ برد العجل بالمبرد وهو من الذهب. والدليل على أن المبرد كان للعظام قول ابن مسلم في قوله: {لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا} (أي: لنطيرن تلك البرادة والرماد في البحر) (¬5). والرماد يكون لما أحرق بالنار. ومعنى النسف: نقض الشيء لتذهب به الريح، وهو: التذرية (¬6).
¬__________
(¬1) "الكشف والبيان" 3/ 24 أ، "القرطبي" 11/ 242، وذكر نحوه "جامع البيان" 16/ 208، "تفسير كتاب الله العزيز" 3/ 50.
(¬2) قرأ علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: {لَنُحَرِّقَنَّهُ} بفتح النون وضم الراء. وقرأ الحسن: {لَنُحَرِّقَنَّهُ} بضم النون وسكون الحاء وكسر الراء.
انظر: "جامع البيان" 16/ 258، "المحتسب" 2/ 58، "إعراب القرآن" للنحاس 3/ 57، "غريب القرآن" لابن قتيبة 281، "غريب القرآن" لابن الملقن 249.
(¬3) "جامع البيان" 16/ 208، "الكشف والبيان" 3/ 24/ أ، "بحر العلوم" 2/ 353، "المحرر الوجيز" 10/ 87، "الكشف" 2/ 552.
(¬4) ذكر نحوه السيوطي في "الدر المنثور" 4/ 549 وعزاه لابن أبي حاتم.
(¬5) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "جامع البيان" 16/ 208، "بحر العلوم" 2/ 353، "معالم التنزيل" 5/ 293، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 143. "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 243.
(¬6) انظر: "تهذيب اللغة" (نسف) 4/ 3561، "القاموس المحيط" (نسف) 3/ 199.

الصفحة 514