كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

قال ابن عباس: (يريد: بالمجرمين الذين اتخذوا مع الله إلهًا) (¬1).
قال: (يريد: زرق العيون سود الوجوه) (¬2). وإلى هذا ذهب جماعة من المفسرين: (أن معنى الزرق هاهنا أن في عيونهم زرقًا، وهي الخضرة في سواد العين) (¬3). كعين السَّنَّوْرُ (¬4) والعرب تتشاءم بالزرت وتذمه (¬5). والمعنى في هذا: تشويه الخلق بسواد الوجوه وزرقة العيون.
وقال الكلبي: (زرقا: عميا) (¬6).
وذكره الفراء وابن الأعرابي، والزجاج (¬7)، قال الزجاج: (يخرجون من قبورهم بصراء ويعمون في المحشر. قال: وإنما قيل للعمى: زرق؛ لأن السواد يزرق إذا ذهب نواظرهم) (¬8)، هذا كلامه، ولم يكشف عن المعنى.
¬__________
= "الصحاح" (زرق) 4/ 1489، "لسان العرب" (زرق) 3/ 1827.
(¬1) ذكر نحوه ابن الجوزي في "زاد المسير" 5/ 321 بدون نسبة.
(¬2) "روح المعاني" 16/ 260، وذكره البغوي في "تفسيره" 5/ 294 بدون نسبة.
(¬3) "الكشف والبيان" 3/ 24 ب، "بحر العلوم" 2/ 354، "عالم التنزيل" 5/ 294، "فتح القدير" 3/ 551.
(¬4) السَّنَّوْرُ: الهر، مشتق منه، وجمعه السَّنَانيِر. انظر: "لسان العرب" (سنر) 4/ 2117، "المعجم الوسيط" (السنور) 1/ 454.
(¬5) قال الزمخشري في "تفسيره" 2/ 553: إن الزرقة أبغض شيء من ألوان العيون إلى العرب؛ لأن الروم أعداؤهم وهم زرق العيون، ولذلك قالوا في صفة العدو: أسود الكبد، أصهب السيال، أزرك العين.
(¬6) "زاد المسير" 5/ 321، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 244، "التفسير الكبير" 22/ 114، وذكرته بعض كتب التفسير بدون نسبة. انظر: "جامع البيان" 16/ 210، "بحر العلوم" 2/ 354، "النكت والعيون" 3/ 424.
(¬7) "معاني القرآن" للفراء 2/ 191، "معاني القرآن" للزجاج 3/ 376، "تهذيب اللغة" (زرق) 2/ 1525.
(¬8) "معاني القرآن" للزجاج 3/ 367.

الصفحة 517