قال ابن عباس: (يريد يوم القيامة) (¬1). قال المفسرون: (يقول الله تعالى يوم القيامة: ادعوا الذين أشركتم بي ليمنعوكم من عذابي) (¬2). وهو قوله: {نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ} قال ابن عباس: (يريد في الدنيا) (¬3) {فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا} قال أنس: (هو واد في جهنم من قيح ودم) (¬4). وهو قول مجاهد، وعبد الله بن عمر (¬5).
وقال نوف البكالي: (هو واد بين أهل الضلال وبين أهل الإيمان) (¬6). وقال البكالي: (هو واد يفرق به (¬7) بين أهل لا إله إلا الله ومن سواهم) (¬8). وهذا القول يوافق قول ابن عباس في رواية عطاء فإنه قال: (يريد حِجازًا وحاجزْا) (¬9). ونحو هذا قال ابن الأعرابي في الموبق قال: (وكل حاجِز بين شيئين فهو مُوبِق) (¬10). وعلى هذا القول الكناية في قوله: {بَيْنَهُمْ} يعود
¬__________
(¬1) ذكره البغوي في "تفسيره" 5/ 181 بلا نسبة، والسمرقندي في "بحر العلوم" 2/ 303.
(¬2) "معالم التنزيل" 5/ 181، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 2.
(¬3) ذكره ابن كثير في "تفسيره" 3/ 101 بلا نسبة، والسمرقندي 2/ 303.
(¬4) "جامع البيان" 15/ 265، "المحرر الوجيز" 9/ 335، "النكت والعيون" 3/ 316 "تفسير القرآن العظيم" 3/ 1012.
(¬5) "جامع البيان" 15/ 264، "معالم التنزيل" 5/ 181 بمعناه بدون نسبة لابن عمر، "المحرر الوجيز" 9/ 335، "الدر المنثور" 4/ 414.
(¬6) ذكره الطبري في "تفسيره" 15/ 264 ونسبه إلى عمرو البكالي، وكذلك ابن كثير 3/ 101، "والجامع لأحكام القرآن" 11/ 3.
(¬7) قوله: (به)، ساقط من الأصل ومثبت في بقية النسخ.
(¬8) "تفسير كتاب الله العزيز" 2/ 468، "الدر المنثور" 4/ 414، "أضواء البيان" 4/ 127.
(¬9) "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 2.
(¬10) "معالم التنزيل" 3/ 101، "أضواء البيان" 4/ 128، "تهذيب اللغة" (وبق) 4/ 3828، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 2.