وقال السدي: (العوج: الطريق في الجبال، والأمت: الروابي) (¬1). فهذه أقوال أهل اللغة والمفسرين في الأَمْت أنه: المرتفع.
وروى أبو بكر الهذلي عن الحسن قال: (العوج: ما انخفض من الأرض، والأمت: ما نشز من الروابي) (¬2).
108 - قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ} قال الفراء: (صوت الداعي للحشر) (¬3).
قال المفسرون: (يتبعون صوت داعي الله تعالى الذي يدعوهم إلى موقف القيامة) (¬4).
{لَا عِوَجَ لَهُ} قال الفراء: (لا عوج لهم عن الداعي، وجاز أن يقول: {لَهُ}؛ لأن المذهب إلى الداعي وصَوته، فهو كما تقول في الكلام: دَعَوتني دَعْوةً لا عوج لك عنها، أي: إني لا أعوج لك ولا عنك) (¬5).
وقال أبو إسحاق: (المعنى لا عِوَج لهم عن دعُائة، لا يقدرون أن لا
¬__________
(¬1) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "معالم التنزيل" 5/ 295، "زاد المسير" 5/ 323، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 246، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 183.
(¬2) "معالم التنزيل" 5/ 295.
وقال الطبري -رحمه الله- في "جامع البيان" 16/ 213: (أصوب الأقوال في تأويله: ولا ارتفاع ولا انخفاض؛ لأن الانخفاض لم يكن إلا عن ارتفاع، فإذا كان ذلك كذلك فتأويل الكلام لا ترى فيها ميلا عن الاستواء ولا ارتفاعًا ولا انخفاضًا ولكنها مستوية ملساء كما قال جل ثناؤه: {قَاعًا صَفْصَفًا}).
(¬3) "معاني القرآن" للفراء 2/ 192.
(¬4) "جامع البيان" 16/ 214، "الكشف والبيان" 3/ 24، "تفسير كتاب الله العزيز" 3/ 52، "معالم التنزيل" 5/ 295.
(¬5) "معاني القرآن" للفراء 2/ 192.