كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

صوت وقع الأقدام كمشي الإبل) (¬1).
وهذا قول أكثر المفسرين قالوا: (يعني: صوت ثقل الأقدام إلى الحشر). وهذا قول عكرمة، وسفيان، والحسن والسدي (¬2)، واختيار الفراء، والزجاج (¬3).
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس {فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا} (يعني: تحريك الشفاه بغير نطق) (¬4). وهو قول مجاهد: (الكلام الخفي) (¬5).
قال الليث: (الهمس: حس الصوت في الفم مما لا إشراب له من صوت الصدر، ولا جهارة في المنطق، ولكنه كلام مهموس في الفم كالسر) (¬6). والمعنى على هذا التفسير: سكنت الأصوات ولا يجهر أحد بكلام إلا كالسر في الإشارة بالشفة وتحريك الفم بغير صوت.

109 - قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ} قال الفراء: ({مَنْ} في موضع نصب، لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له أن يشفع فيه) (¬7) هذا كلامه والمعنى: لا تنفع الشفاعة أحد من الناس إلا من أذن الله
¬__________
(¬1) "جامع البيان" 16/ 215، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 247، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 184، "الدر المنثور" 4/ 551.
(¬2) "تفسير القرآن" للصنعاني 2/ 18، "جامع البيان" 16/ 215، "الكشف والبيان" 3/ 25 أ، "تفسير كتاب الله العزيز" 3/ 53، "زاد المسير" 5/ 323.
(¬3) "معاني القرآن" للفراء 2/ 192، "معاني الزجاج" 3/ 377.
(¬4) "معالم التنزيل" 5/ 295، "زاد المسير" 5/ 323، "الدر المنثور" 4/ 551.
(¬5) "جامع البيان" 16/ 215، "الكشف والبيان" 3/ 25 أ، "معالم التنزيل" 5/ 295، "زاد المسير" 5/ 323، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 247.
(¬6) "تهذب اللغة" (همس) 4/ 3793.
(¬7) "معاني القرآن" للفراء 2/ 192.

الصفحة 529