كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 14)

به كان القرآن لهم شرفًا بإيمانهم به) (¬1). وهذا كقوله: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44]، ويقال: ({أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} عذابًا أي: يتذكرون حلول العذاب الذي وعدوه) (¬2).

114 - قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ} أي: جل عن إلحاد الملحدين، ونزه عما يقول المشركون في صفته (¬3). ويجوز أن يكون المعنى: تعالى استحق في المدح صفات لا تساوى؛ لأنه أقدر من كل قادر، وأعلم من كل عالم، وقادر سواه محتاج إليه وهو غني عنه. {الْمَلِكُ الْحَقُّ} قال ابن عباس: (يريد الذي بيده الثواب والعقاب) (¬4). يعني أنه يملكها. و {الْحَقُّ} معناه: ذو الحق، وقد مر وتقدم الكلام فيه (¬5).
وقوله تعالى: {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ} قال ابن عباس في رواية عطاء وأبي صالح: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبادر جبريل فيقرأ قبل أن يفرغ جبريل من الوحي، ولا يفرغ جبريل مما يريد من التلاوة حتى يتكلم النبي -صلى الله عليه وسلم- بأوله حرصًا منه على ما كان ينزل عليه، وشفقة على القرآن مخافة الإنفلات
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" للفراء 2/ 193، وذكرته كتب التفسير بدون نسبة. انظر: "جامع البيان" 16/ 219، "بحر العلوم" 2/ 355، "المحرر الوجيز" 10/ 97.
(¬2) "معاني القرآن" للفراء 2/ 193، وذكرته كتب التفسير بدون نسبة. انظر: "بحر العلوم" 2/ 355، "المحرر الوجيز" 15/ 97، "الجامع لأحكام القرآن" 11/ 250.
(¬3) "جامع البيان" 16/ 219، "معالم التنزيل" 5/ 297، "زاد المسير" 5/ 325، "تفسير القرآن العظيم" 3/ 185.
(¬4) ذكر نحوه الألوسي في "روح المعاني" 16/ 267 بدون نسبة. وكذلك الشوكاني في "فتح القدير" 3/ 389.
(¬5) عند قوله سبحانه في سورة الأنعام الآية رقم (62): {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ}.

الصفحة 539